
ولد موسى في مدينة حلب أو منطقتها إذا شئت، وبعد أن تشبّع خياله بقلعتها العظيمة رحل مع والده إلى لبنان وسكن في بيوت الصفيح فيها كغيره من الأغراب الفقراء، وعندما ذهب إلى المدرسة وجد نفسه في مدرسة مختلطة، وفي احدى الفرص أراد أن يتكلم مع زملائه الطلبة فكان من تكلم معه بنتاً فتركته على الفور وقالت له: إذا كنت تعيش في قصر فكلمني، فتراجع عند سماعه هذه الكلمة التي لم يفهم معناها وعندما عاد إلى بيته سأل والدته عن معنى هذه الكلمة التي لم يسمع بها من قبل، فقالت له أمه: القصر يا ولدي بيت كبير فيه خدم وحشم.

بدأ موسى يفكر في امتلاك البيت الكبير على حد تعبير والدته والقصر على حد تعبير زميلته في المدرسة، وأخذ يصمم ما يحلم به على الورق وانشغل في ذلك ليلا ونهاراً حتى أثناء الدوام المدرسي. في أحد الأيام دخل معلّم الحساب على صفه وبدأ يفتش على الواجب المدرسي وإذا بموسى قد رسم له بيتاً كبيراً قام بتلوينه بدلاً من الواجب المدرسي، فلما رأى الأستاذ ما رأى أخذ منه دفتره وقام بتمزيقه ثم رماه في سلة المهملات، وتندر عليه قائلاً: القصور لأصحابها يا ولد.
