قلعة موسى


09051007020844573635103
زميلة موسى في المدرسة

ولد موسى في مدينة حلب أو منطقتها إذا شئت، وبعد أن تشبّع خياله بقلعتها العظيمة رحل مع والده إلى لبنان وسكن في بيوت الصفيح فيها كغيره من الأغراب الفقراء، وعندما ذهب إلى المدرسة وجد نفسه في مدرسة مختلطة، وفي احدى الفرص أراد أن يتكلم مع زملائه الطلبة فكان من تكلم معه بنتاً فتركته على الفور وقالت له: إذا كنت تعيش في قصر فكلمني، فتراجع عند سماعه هذه الكلمة التي لم يفهم معناها وعندما عاد إلى بيته سأل والدته عن معنى هذه الكلمة التي لم يسمع بها من قبل، فقالت له أمه: القصر يا ولدي بيت كبير فيه خدم وحشم.

imagescac06s2c1
أستاذ موسى في المدرسة

بدأ موسى يفكر في امتلاك البيت الكبير على حد تعبير والدته والقصر على حد تعبير زميلته في المدرسة، وأخذ يصمم ما يحلم به على الورق وانشغل في ذلك ليلا ونهاراً حتى أثناء الدوام المدرسي. في أحد الأيام دخل معلّم الحساب على صفه وبدأ يفتش على الواجب المدرسي وإذا بموسى قد رسم له بيتاً كبيراً قام بتلوينه بدلاً من الواجب المدرسي، فلما رأى الأستاذ ما رأى أخذ منه دفتره وقام بتمزيقه ثم رماه في سلة المهملات، وتندر عليه قائلاً: القصور لأصحابها يا ولد.

20100921_010
دخلناها شباباً وخرجنا منها شياباً

بدأ موسى يكبر وحلمه يكبر معه، وصار يعمل ليلاً نهاراً ويجمع المال إلى أن اختار موقعاً مناسباً في سفح جبل من جبال الشوف وأخذ يحضّر لبناء قصرين اثنين يربطهما ممر، يرد بالأول على فتاته الصغيرة، أما الثاني فيرد به على معلم الحساب. بدأ موسى البناء فيهما معاً واضعاً فيهما كل خبرته فكان قبل أن يبني الحجر يكتب عليه قولاً يحبه أو يرسم عليه رسماً يعجبه وكان أفضل ما كتب على الباب الخارجي: “دخلناها شباباً وخرجنا منها شياباً”. سُمّي الناس هذين القصرين معاً بقلعة موسى.

بـحـبـك يـا لـبـنـان

أضف تعليق