
لا زلنا (كمجتمع) نؤمن بالحلول (السحرية) للمشكلات!لا سيما بعد أن إبتكر لنا قادتنا (الميدانيين) طريقة جديدة من طرق حل المُشكلات والتي تقول: يكفي لحل أيّ مشكلة تلوينها فيتغيير إسمها وتختفي من الوجود فمثلا لحل مُشكلة (الأعمى) قاموا بتغيير إسمه وأطلقوا عليه (البصير) وأقنعونا بأنهم قد حلوا مُشكلته ولحل مشكلة (سنّ اليأس) عند المرأة قاموا بتغيير إسمه وسموه (سنّ الأمل) وأقنعونا بأنهم حلوا مشكلة المرأة ولحل مُشكلة (الموت) قاموا بتغيير إسمه إلى (عُرس) وأقنعونا بأن الموت لم يعد مشكلة ولحل مشكلة التعليم قاموا بتغيير إسم (المُفتش) إلى (مُوجه) وأقنعونا بأنهم حلوا مشكلة التعليم إلى الأبد.

بعد هذه السنين الطويلة التي قضيتها في سلك التعليم والتعلم وجدت أنّ ما يُسمونه (مُوجهاً) ما هو إلا (مُدرس) إستطاع أن يُقنع مُديره بشخصه بعد أن فشل في إقناع طلابه بشخصيته وبأن هذا الموجه يُجيد فن العلاقات العامة ويميل إلى الكسل والوجاهة أكثر من أن يُجيد فن التدريس وبعد أن يصبح موجهاً يقوم بتوزيع عُيوبه على كل المُدرسّين المسؤول عنهم فكلما قلّ عددهم زادت عُيوبهم وكلما زاد عددهم قلت عيوبهم والعجيب في الأمر أنه يعرف نفسه أكثر مما يعرفه الآخرون لكنه بعد أن يُصبح مُوجهاً يكتشف عبقريته (لوحده) بعد غياب طويل.
