لا تقطعوا الإحسان بينكم


untitled1261
وقفت للشيخ بسيارتي دون أن يطلب مني 

شيخ كبير في السن يرتدي زيّاً كزيّ والدي وقفت له بسيارتي في حيّ ماركا الشمالية دون أن يطلب مني ذلك فركب بجانبي ومظاهر التعب بادية على وجهه من طول الإنتظار وعلى الفور تذكرت صمت والدي عندما كان يحترمه الناس فقد كان رحمه الله يصمت ولا يُتقن مجاملتهم لكن مظاهر السرور كانت تبدو على مُحيّاه وبعد أن ركب معي وانطلقنا أشار لنا ثلاثة رجال كانوا يقفون في بداية مخيم شنلر فوقفت لهم وركبوا معنا فازداد الشيخ سعادة.

untitled

وعندما وصلنا مدينة الرصيفة وإذا بأحدهم يقول لي: قف عندك بلهجة الأمر فوقفت له ونزل من السيارة دون أن يقول لي كلمة شكراً وما أن تحركت السيارة عدة أمتار أخرى وإذا بآخر يقول: قف عندك وقالها في مكان لا أستطيع فيه الوقوف ولا التوقف أدار الشيخ وجهه نحو هذا الراكب وقال له: لماذا لم تنزل مع صاحبك قبل دقائق؟وتمشي هذه الأمتار القليلة بدل أن تحرج الأخ السائق الذي شفق عليك وأركبك معه مجاناً ثم كيف تتكلم معه بهذه اللهجة؟ وهل تعتقد أن هذا الأخ سيبقى يساعد الناس بعد أن تعاملوه أنت وأمثالك بهذه الطريقة؟.

457643488sdf5417
رجل لئيم 

سكت الراكب ونزل من السيارة دون أن يُعر كلام الشيخ أيّ انتباه ودون أن يقول لي شكراً وبعد أن سرت أمتار قليلة وإذا بالراكب الثالث يطلب مني الوقوف بنفس الطريقة التي تكلم بها من سبقاه فوقفت له ونزل بدون أن ينطق بأية كلمة بقي الشيخ وحده معي في السيارة فوجدها فرصة سانحة له ليقول ما بنفسه عن مثل هؤلاء الناس فقال: أنا أريد أن أعتذر لك عن مثل هؤلاء الناس يا ولدي فهم جيل قد نشأ لوحده ولم يُربيه أحد فهؤلاء وأمثالهم هم من سيقطعون الإحسان من بين الناس فأدهشني ما سمعته من هذا الشيخ وطلبت منه المزيد من التوضيح فقال:

images51
نزل الفارس عن ظهر فرسه وأركبه بدلاً منه 

يُروى عن رجل لئيم وجد نفسه وحيداً في صحراء وبعد أن رأى فارساً من على بعد تمارض وارتمى أرضاً أمامه فنزل الفارس عن ظهر فرسه وأركبه بدلا منه وعندما اعتلى هذا الرجل اللئيم ظهر الفرس شد لجامها ونهر عليها كي تسرع به أكثر بعد أن ترك صاحبها على الأرض مكانه فقال له صاحب الفرس: قف يا رجل واسمعني جيداً أنا لست آسفاً على فرسي فقط ولكنني آسف بل غاضب على ما فعلت لأن الناس سيتداولون فيما بينهم ما كنت قد فعلته معي من بعدك فيقطعوا الإحسان فيما بينهم.

مشاهد فلسطينية بعيون من عاشوا حرب الخليج

أضف تعليق