المكان:شارع الإستقلال – الكويت
الزمان:أيـلـول 1990

بينما كنت أسير بسيارتي في شارع الاستقلال قادماً من الرّميثية ومُتجهاً إلى مدينة الكويت صباحاً في أحد الأيام بعد شهر تقريباً من بداية الغزو العراقي لدولة الكويت وإذا بمواطن كويتي في العقد الخامس من عمره يقف بجانب سيارته على يمين الطريق يستوقفني وعندما وقفت له سألني: هل أنت فلسطيني؟ فاجأني هذا المواطن الكويتي بسؤاله هذا فقلت له: نعم فقال: قلْ تحيا الكويت ففاجأني أكثر في طلبه هذا لكنني قلتها ثم سألته إن كان يريد شيئاً آخر فقال: لا أريد منك غير هذا وشكرني الرجل وودعته ومضيت في طريقي.

وبعد أن حرّكت سيارتي لمواصلة طريقي إلى المكان الذي كنت ذاهب إليه إحترت في هذا السؤال المُفاجئ ورفعته من قائمة الأسئلة السهلة ذات الجواب الأسهل ووضعته في قائمة الأسئلة التي لا بد أن يكون ورائها قصة وأصبح من واجبي أن أعرف هذه القصة التي كانت وراء هذا السؤال لهذا قرّرت أن أعود ثانية إلى مكان هذا الرجل وعلى الفور قمت بتغيير طريقي بأن خرجت من الشارع واتجهت يميناً وعدت إلى مكان وجود هذا الرجل ووقفت بجانبه وبعد مصافحته وسؤاله عن أحواله طلبت منه توضيح سبب سؤاله السابق لي.

فقال الرجل: كنت قد خرجت مع من خرج من مواطني دولة الكويت في بداية الغزو العراقي ومن منفاي هناك كنت أسمع الكثير عن الأعمال السيئة التي كان يقوم بها الفلسطينيون في الكويت وبعد أن تمكنت من العودة ثانية إلى الكويت خفية ذهبت بالأمس إلى الديوانية وهناك إختلف الحاضرون أمامي على موقف الفلسطينيين من أحداث الكويت فمنهم من قال: إن الفلسطينيين يؤيدوننا ومنهم من قال: إن الفلسطينيين يؤيدون أعدائنا.
لذا أردت أن أتحقق بنفسي دون الإعتماد على الشائعات أو التقوّلات وكنت أنت أول من سألت وسأستمر بعرض هذا السؤال على كل فلسطيني يمر من هذا الشارع لأخرج بنتيجة إيجابية أو سلبية أعود بها إلى الديوانية فإما أن أغيّر رأيي أو أبقى ثابتاً عليه قلت له: إعلم يا أخي إن كنت لا تعلم أنّ من ليس له أوّل فلن يكون له آخر وقد كانت الكويت بالنسبة لي ولغيري من الفلسطينيين أولاً وستبقى كذلك وستحيا الكويت إلى الأبد فلا تخف ولا تحزن وستبقى الكويت بلاد العرب لأن أعمالكم الخيّرة ستشفع لكم في الدنيا قبل الآخرة.
