البطاقة الأمنية


الزمان: 1991
المكان: الجابرية
imagescan3ala2
العراق حاول تحطيم الكويت
Copy-of-Bitmap-in-72
أمريكا حطمت كل شئ في العراق

ما يُميز حرب الخليج الأولى والثانية عن غيرها من الحروب الأخرى هو مُحاولة كل طرف من الأطراف المتحاربة محو الطرف الآخر من الوجود وتحطيم بنيته التحتية كي لا تقوم له قائمة من بعدها فعندما إحتل العراق دولة الكويت حاول إزالتها من الوجود وحاول طمس معالمها الرئيسة بعد أن قام بتغيير أسماء الأماكن والشوارع فيها وحمّل من ممتلكاتها ما إستطاع حمله وقبل ذلك كله قام بطرد حكومتها الشرعية وقام بتعيين حكومة مصطنعة بكلمة مختصرة واحدة فقد كان قد إستباحها وبالمقابل عندما إحتلت أمريكا وحلفاؤها دولة العراق أول عمل قامت به هو حلّ حكومته وجيشه وشرطته ومؤسساته العامة وقامت بنهب خيراته وبتروله والأهم من ذلك كله أنها بذرت فيه بذور الشر والفرقة وبكلمة مختصرة واحدة فقد إستباحته. 

screen13
كان الفلسطينيون شوكة في حلق النظام العراقي 

وعاد الكويتيون إلى بلادهم بعد تحريرها من العراق فوجدوها مُستباحة فكان من أولوياتهم حصر كل المقيمين فيها ومن أجل ذلك أعلنوا أن على كل مقيم أن يحصل على بطاقة أمنية ولم يُفصحوا عن الشر الذي كان بداخلهم أما نحن المقيمون على أرض الكويت من غير الكويتيين وخاصة الفلسطينيون منهم فقد كنا كالشوكة في حلق النظام العراقي بعد أن رحل الكويتيون عن أرضهم فنحن من جعل الكويت لقمة غير مستساغة في فم العراق وكم تمنى العراق عدم وجودنا فيها كي يسهل عليه بلعها.

Untitled
وجاءت الصحافة الكويتية لتتأكد من صحة ما يقال 

وفرحنا نحن المقيمون بعودة الكويت إلى أصحابها وفرحنا أكثر بالبطاقة الأمنية ظناً منا أنهم سيكافئون من صبر وعاش على أرض الكويت من غير الكويتيين بعد أن غادرها أصحابها وذهبنا إلى ثانوية بنات الجابرية بعد أن جعلوا منها مركزاً أمنياً لتبديل البطاقة المدنية بالبطاقة الأمنية وأعادونا إلى حياة الطوابير ثانية وتحكم العسكر فينا فكانوا يسمعوننا كلمات بذيئة مللناها وحفظناها عن ظهر قلب حتى وصلت معاناتنا إلى القاصي والداني فجاءت الصحافة الكويتية لتتأكد من صحة ما يقال والعجيب في الموضوع أن هذه البطاقة الأمنية صالحة لثلاثة شهور فقط وبعدها سنغادر الكويت نهائياً فما كان يلزم كل هذه الإهانات ونحن مودِّعون.

untitled
نمر السيارة في العهد العراقي  

وما أن خلصنا من هم البطاقة الأمنية حتى جاء دور دفتر السيارة ورخصة القيادة فكان علينا تحويلها من عراقية إلى كويتية كي نتمكن من السير في شوارع الكويت خلال هذه الشهور الثلاثة المسموح لنا  فيها بالإقامة على أرض الكويت وتكرر السب والشتم مرة ثانية فقد أسمعونا سيلاً من الكلام المكرر والمعاد والذي سينتهي بهذا السؤال:إذا كنتم تحبون صدام حسين فلماذا لم تذهبوا معه يا ……….؟.

مشاهد كويتية بعيون فلسطينية من حرب الخليج

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s