
الأم قبل أن تصبح حماة تلفّ العالم كله لو استطاعت عرضاً وطولاً كي تبحث لابنها عن أحلى عروس في نظرها ولن يهدأ لها بال إلا إذا زوّجت ابنها بهذه العروس التي كانت قد اختارتها له من بين كل البنات وما أن تدخل هذه العروس المنتقاة إلى بيت ابنها وتستقر فيه حتى تبدأ نفس العروس في انتظار موت حماتها وقد يقول قائل: هذا تجني على الكناين أما أنا فأقول: إن وجود الحماة نفسه يقلق كنتها ويشعرها بعدم الأمن والاستقرار، لأنها ترى فيها شريكاً في زوجها والذي تعتبره ملكاً لها، مما يخلق تضارباً في المصالح بينهن.

ومع كل هذا ستبكي هذه (الكنّة) عند موت (حماتها) بألم شديد على فراقها (فقط أمام الناس) ولا مانع لديها أن يكون مثواها الجنة (بشرط أن تغادر حياتها) وخاصة أمام زوجها وتصبح هذه الكنّة بعد موت حماتها مباشرة (راوية) لأحاديثها الصحيحة وغير الصحيحة بعد أن تُحولها لصالحها وستقول في مجلس عزائها (وفي كل مجلس بعده) أن حماتها كانت تحبها كثيراً لا بل كانت تموت في حبها حتى أنها كانت تحبها مثل ما كانت تحب ابنتها بل أكثر قليلاً وكانت بالمقابل تبادل حماتها الحب وتعتبرها في مقام أمها لا بل تزيد قليلاً في بعض الأحيان ثم تقوم بعرض نفسها للآخرين بأنها كانت الكنة (الوحيدة) من بين كناينها التي كانت تُطعمها إذا جاعت وتسقيها اللبن ومعه العسل إذا عطشت.
