حيرتني شجرة توت كبيرة تساقطت أوراق أحد أغصانها دون الغصون الأخرى فسألتها: أأنت يا شجرة التوت من منعت عن غصنك الغذاء فتساقطت أوراقه؟ فأجابتني شجرة التوت ودمع العين يسبقها: اعلم يا ولدي إن كنت لا تعلم أن الأم خُلقت للعطاء والبذل، فكيف لي أن أمنع عن غصني غذاءه فتصفرّ أوراقه وتنتهي حياته؟فأدرت وجهي في الحال نحو هذا الغصن الموعود الذي ظننته متمرداً على أمه وسألته: أأنت أيها الغصن من كان قد تمرّد على أمه حتى أنه رفض تلقي الغذاء منها؟.

فأجابني ودمع العين يسبقه: لا يا سيدي أنا لست ممن ينكرون جميل الأم ولا عطاءها، لكنني كنت قد توهمت عندما وعدتني شجرة توت كبيرة مماثلة لأمي بغذاء أوفر وأطيب مذاقاً وبحياة أفضل وأنا الآن في انتظار هذا الغذاء الموعود والحياة الأفضل ظناً مني أن (الطبخة) الموعود بها أفضل من الطبخة التي كنت قد أكلتها وتذوقتها، وفي فترة الانتظار هذه اصفرت أوراقي وبدأت تتساقط واحدة تلو الأخرى وبذلك انكشف أمري على الجميع وأنت منهم. حزنت على شجرة التوت هذه التي كانت قد أنبتت مثل هذا الغصن (الأهبل)، ولعنت في نفسي (صيّادات) الرجال من النساء.

كل شيء عن المرأة