
ثمّة حكاية طريفة من عصر المماليك بطلها لحّام اسمه أبو الحسين الجزّار إبتلي بحبّ الشعر ونظمه لكن الزمن الذي كان يقضيه في الملحمة لم يكن يسمح له بتكريس كل وقته للشعر كما كان يتمنّى لهذا فقد قدم استقالته من هذه المهنة التي ورثها عن أبيه وجدّه والتي منحته كل شيء حتى اسمه وتركها وراح يطرق أبواب الحكام الحاليين والمحتملين علّه يجد من يكرمه ويجزل من عطاءه لكنّه سرعان ما انتبه إلى أمر لم يكن قد حسب له حساباً أو دار في خلده وهو أن الوقوف على أعتاب الحكام الممدوحين لا يخلو من المهانة وذلّ السؤال!.
