دعاء الركوب وحده لا يكفي


Untitled
السيارة الخليجية التي أقلتني من الزرقاء إلى عمان

في أحد أيام صيف عام ١٩٦٨ بينما كنت واقفاً على الشارع الرئيس أنتظر سيارة أجرة تُقلني من مدينة الزرقاء إلى العاصمة عمان وإذ بسيارة ذات لوحة خليجية تقلّ رجلاً وزوجته تقف بجانبي ويقول لي صاحبها:إذا كنت تقصد عمان فتفضل واركب معنا تردّدتُ كثيراً لوجود زوجته معه لكنه فهم تردّدي هذا وألحّ عليّ بالركوب فركبتُ وجلستُ في المقعد الخلفيّ خلف زوجته مُباشرة وكان الجوّ صيفيّاً حارّاً ففتحتُ الشباك وأخرجت يدي منه بعد أن جعلتها على شكل زاوية رأسها خارج شباك السيارة وضلعاها على الشباك نفسه وانطلقت بنا السبارة مُتجهة إلى عمان.

QtIqL7oL3N8
أخرجت زوجته بصقة وقذفت بها من الشباك 

في منتصف الطريق تقريباً وبينما كنت شارد الذهن أفكر فيما كان يشغلني في ذلك الوقت وإذا بزوجته تخرج أكبر (بصقة) من مخزون صدرها وبحركة (عفوية) لا إرادية أخرجت رأسها من الشبّاك وقذفت ما بداخل فمها للخارج فحمله الريح واستقر به على ذراعي الأيمن بعد أن رسم بقعة كبيرة صفراء اللون على قميصي لكن زوجها كان لها بالمرصاد فقد رأى بأم عينيه ما كانت قد فعلت زوجته فأخذ يمين الشارع ووقف بسرعة وأخرج من سيارته ما معه من المناديل الورقية ودار حول سيارته نصف دورة وبدأ في تنظيف ما علق بقميصي من آثار عدوان زوجته وهو يعتذر ويتأسف.

maxresdefault
إستوردنا السيارة واستخدمناها دون أن نتعلم آدابها

ما أن عاد الرجل إلى مكانه في السيارة حتى أخذ يُعاتب زوجته على فعلتها تلك ويُفهمها بعضاً من أخلاقيات الركوب في السيارة أذكر ممّا قاله لها:لا يكفي يا زوجتي العزيزة عند ركوب السيارة أن نقرأ (دعاء الركوب) وحده عن ظهر قلب دون أن نتقيد بآداب وأخلاقيات ركوب السيارة نفسها إن أصعب شئ على الإنسان أن يستعمل شيئاً لم يصنعه هو بنفسه لنفسه كما حدث ويحدث معنا فنحن قد إستوردنا السيارة واستخدمناها دون أن نتعلم آدابها وأخلاقياتها.

طباشير ملونة

أضف تعليق