
في أحد أيام صيف عام ١٩٦٨ بينما كنت واقفاً على الشارع الرئيس أنتظر سيارة أجرة تُقلني من مدينة الزرقاء إلى العاصمة عمان وإذ بسيارة ذات لوحة خليجية تقلّ رجلاً وزوجته تقف بجانبي ويقول لي صاحبها:إذا كنت تقصد عمان فتفضل واركب معنا تردّدتُ كثيراً لوجود زوجته معه لكنه فهم تردّدي هذا وألحّ عليّ بالركوب فركبتُ وجلستُ في المقعد الخلفيّ خلف زوجته مُباشرة وكان الجوّ صيفيّاً حارّاً ففتحتُ الشباك وأخرجت يدي منه بعد أن جعلتها على شكل زاوية رأسها خارج شباك السيارة وضلعاها على الشباك نفسه وانطلقت بنا السبارة مُتجهة إلى عمان.

في منتصف الطريق تقريباً وبينما كنت شارد الذهن أفكر فيما كان يشغلني في ذلك الوقت وإذا بزوجته تخرج أكبر (بصقة) من مخزون صدرها وبحركة (عفوية) لا إرادية أخرجت رأسها من الشبّاك وقذفت ما بداخل فمها للخارج فحمله الريح واستقر به على ذراعي الأيمن بعد أن رسم بقعة كبيرة صفراء اللون على قميصي لكن زوجها كان لها بالمرصاد فقد رأى بأم عينيه ما كانت قد فعلت زوجته فأخذ يمين الشارع ووقف بسرعة وأخرج من سيارته ما معه من المناديل الورقية ودار حول سيارته نصف دورة وبدأ في تنظيف ما علق بقميصي من آثار عدوان زوجته وهو يعتذر ويتأسف.
