
بينما كنت أقود سيارتي، على شارع البلاجات، في منطقة السالمية، بدولة الكويت، في أحد أيام صيف، عام 1980 الملتهب، وإذا بسلك حديدي، يتدلى من تابلو السيارة، ويمتد إلى أرضيتها. لم أعر هذا السلك أي اهنمام أو انتباه في حينه، بل أجلت معالجة ذلك إلى ما بعد انتهاء مشواري. فجأة تعطل جهاز الراديو في السيارة، فأجلت معاينته وتصليحه مع تصليح هذا السلك، واستبدلته بالمسجل.

وبعد فترة قصيرة من الزمن، تعطل المسجل أيضاً، فقلت في نفسي: لا أريد أن أسمع صوتاً في السيارة، فالهدوء أحسن، وبعد فترة أخرى، ليست طويلة، تعطل الضوء العالي في السيارةـ فقلت في نفسي: إنها ليست مشكلة، فالشوارع كلها مضاءة في الليل، وبعد فترة أخري، تعطل الضوء الخافت في السيارة، وتلاه تعطل إشارات اليمين واليسار فيها، فقلت في نفسي: الآن أصبحت الأمور خطيرة، فلا بد من عرضها على أقرب كهربائي سيارات في السالمية.

وبدأت أبحث عن كهربائي سيارات في السالمية، إلى أن وجدته، وعندما وصلته سألني: ما بها سيارتك؟فشرحت له الموضوع بكامله، عندها علم أنني لا أفهم شيئاً في أمور السيارة، فقال: هذه مشكلة كبيرة جداً، وحلها يحتاج إلى فك جزء كبير من الماتور، وعليك أن تتركها عندي، وتغيب عني ساعتين على الأقل، ثم تعود فتجدها صالحة، فقلت في نفسي: أين سأذهب خلال هاتين الساعتين في مثل هذا الجو الحار الملتهب؟ لا أريد تصليحها الآن، وألغيت مشواري، وعدت إلى البيت.
