
في أحد أيام شهر رمضان المبارك من عام 2009 وقبيل الفطور بساعة واحدة كنت مُتوجهاً بسيارتي من منطقة خلدا إلى ضاحية الرشيد مروراً بدوّار الواحة وقبيل أن أصل ذلك الدوار ومن على بعد شاهدت شيخاً كبيراً بالسن يتكىء على عصاه يُحاول قطع هذا الشارع المكتظ بالسيارات على الدوام لكنه كان يفشل في قطع هذا الشارع في كل مرة فكان كلما إقترب من الشارع تأتيه سيارة مُسرعة وتقطع عليه تلك المحاولة وعندما اقتربتُ أكثر من الدوار وجدت شرطي المرور الذي مهمته تنظيم حركة السير والمشاة أيضاً مشغولاً بمكالمة هاتفية من جواله فاغتنم سائقوا السيارات الفرصة وأصبح الطريق لمن هو أشطر وأجرأ فلا أحد سيسمح لهذا الشيخ بقطع الشارع.

وقبل أن أصل إلى هذا الدوار عاهدت نفسي أن أقف لهذا الشيخ وأنتظره حتى يقطع الشارع ولما وصلت خففت من سرعتي إلى أن وقفت أمامه وحميته بسيارتي ليقطع الشارع وقطع الشيخ من أمامي بسلام وشرطي المرور يراقب ذلك وإذا بالشرطي يشير لي بيده كي أقف على يمين الشارع فانزعجت من ذلك وقلت في نفسي: أنا لست بحاجة إلى من يشكرني على فعلتي هذه ظناً مني أن الشرطي كان يراقب الشيخ والسيارات وقارن موقفي بمواقف الآخرين ويريد أن يشكرني على أخلاقي.
