
في سنة ١٩٧٥ كنت قد اشتريت سيارة جديدة من وكالة تويوتا في الكويت، وأنا أجهل ماهية السيارة وحتى قيادتها وقال لي البائع: عليك أن تُمرّنها فقلت له: وكيف يكون ذلك؟ قال: تسير بها في طريق مستقيم بسرعة حدها الأقصى 30 كم/ساعة، فأخذت أخي الأصغر معي وانطلقنا في شارع الفحيحيل وشعرت وقتها بأني أقود طائرة أو قطار وليس سيارة، وبينما أنا منهمك في القيادة وإذا بيدي تحرك عمود الإشارة دون أن أدري فارتفع بذلك ضوء السيارة إلى أعلى وتبعه ضوء أزرق في التابلوه.

لم أفهم ما حصل معي لجهلي في أمور السيارة آنذاك، فقلت لأخي: سنعود بسرعة إلى البيت. قال: خيراً إن شاء الله، قلت له: لقد حصل خلل ما في السيارة وستنفجر آجلاً أم عاجلاً، قال: وكيف عرفت ذلك؟ قلت: انظر إلى الضوء الأزرق الذي ظهر في التابلو قال: شيء غريب. خفت وأخفته معي أيضاً وأخذنا ننتظر لحظة الانفجار، ونضع لها السيناريوهات المناسبة، فقلت له: في مثل هذه الحالة ننزل من السيارة بسرعة ونتركها تنفجر فهي مكفولة فقال أخي: كيف سنعود إلى البيت بعد الانفجار ونحن هنا في أرض مقطوعة؟ واستمر الحوار بيننا إلى أن وصلنا دون أن تنفجر السيارة، وكانت رحلة العودة إلى البيت هي الأطول في حياتي ليس لطول المسافة بل انتظار الانفجار هو الذي زادها طولاً.

مريم
إعجابإعجاب