سِتّي وصفّ العسكر


untitled215
ستي لأمي 

ولدت ستّي لأمي في فلسطين عام 1905 تقريباً أي أنها عايشت الخلافة التركية الإسلامية وهي تحكم بلادها فلسطين وعايشت أيضاً الحرب العالمية الأولى بين هتلر والحلفاء ورأت بأم عينها بريطانيا العظمى وهي تحتل بلادها سنين طويلة وعايشت كذلك الحرب العالمية الثانية بطولها وعرضها وأخيراً وليس آخراً عايشت الإحتلال الصهيوني البغيض لفلسطين فكانت حياتها كلها (حرب X حرب) فتلونت عيناها بلون بدلات العسكر الذين كانت قد عاصرتهم وأصبحت ترى كل شئ من حولها بلون العسكر.

2014_fabulous_mermaid_high_collar_longsleeve_black
أرادت ستي أن تخيط لها فستاناً جديداً

وفي أواخر أيام ستي عندما صفا لها الجو قليلا وأرادت أن تخيط لها فستاناً جديداً (وكنت يومها طفلاً صغيراً أردّد ما يقوله لي الناس دون أن أفهم ماذا أقول؟) فطلبت مني ستي أن أحضر لها من السوق (صف عسكر) وهو شريط من القماش ملوّن تخيطه المرأة على أطراف فستانها ليزداد جمالاً وفي الحال ذهبت إلى السوق واخترت محلاً تجارياً من المحلات التي تبيع مستلزمات الخياطة والخياطين وقلت للبائع: أعطني صفاً من العسكر لستي فضحك البائع وقال لي: صف العسكر في (المخفر) يا شاطر.

18122014-105033AM-1
آخر العساكر التي رأتهم ستي

قلت له: لكن ستي تريد تركيبه على فستانها فضحك هذا البائع مرة ثانية وقال: أنت تريد (كشكش) إذن قلت له: نعم دون أن أدري ما قاله هذا البائع وأعطاني وذهبت به إلى ستي غاضباً وقلت لها: لقد ضحك عليّ البائع يا ستّي ورويت لها ما دار بيني وبين البائع فقالت لي ستي بعد أن إبتسمت (نادراً ما كانت تبتسم): معك حق يا ستي ومعي أنا أيضاً كل الحق يا ستي فالعسكر كانوا قد خرجوا من بلادنا لكنهم لم يخرجوا من عقولنا بعد.

ذكريات في بلدنا

أضف تعليق