
تتداخل في المجتمع العربي صلاحيات كل من الأب والعم والخال والجد في الأسرة الواحدة!لكن تراثنا الموروث يقول أن (الخال مخلى والعم مولى) وهذا القول لا يُعتمد عليه إلا في حالة حدوث المصائب فقط أي عند تحصيل الحقوق لشخص مُعتدى عليه أما في المسرّات فتنعكس هذه الجملة لتصبح (العم إمخلى والخال إمولى) وهذا يعود لعدة أسباب منها أن الخال يدخل بيت أخته في أي وقت يشاء أما العمّ فعليه أن يستأذن قبل الدخول والأهم من ذلك كله أن لا منافسة بين الزوجة وأخيها (في البدايات) بينما تكون المنافسة على أشدها بين الزوجة وأخو زوجها وخاصة في البدايات الأولى من الزواج.

روى لي صديق عزيز (أثق بروايته كثقتي به) أن طفلاً يركب دراجة كان قد إصطدم بسيارته في يوم من الأيام وفي الحال ذهب صديقي بهذا الطفل إلى المستشفى وكانت حالته بسيطة وهناك إتصل بوالده فحضر وعندما طلب منه صديقي أن يتنازل عن حقه في المخفر رفض هذا الوالد التوقيع إلا بوجود خال هذا الطفل فهو غير مخول بذلك طالما خاله موجوداً على قيد الحياة!فقاما بالإتصال بخاله وحضر خاله في الحال وتنازل عن حق هذا الوالد لصديقي.

أما أنا فقد كنت أعلّم طالباً في بيته وكان هذا الطالب لا يميز الأولوية بين عمليتي الضرب والجمع!فرأيت أن أربط له العم بالضرب والخال بالجمع ظناً مني أن هذا الطالب يعلم علم اليقين أن العم أولى من الخال وعندما سألته أيهما أولى الخال أم العم؟قال لي:طبعاً الخال يا أستاذ وبهذا أعادني إلى المربع الأول لكنني قبل أن أعود سألته:لماذا يكون الخال أولى من العم يا ولدي؟فأجابني الطالب:أنا يا أستاذ لم أر عمي أبداً في بيتنا بينما خالي فهو إن لم يكن عندنا فنحن عنده.
