
بعد أن أنهيت دراستي الجامعية في سوريا إنتقلت فوراً للعمل في دولة الكويت معلماً للرياضيات في مدرسة الإخلاص الأهلية وكانت الكويت في ذلك الوقت تجمع بين سكانها جميع الجاليات العربية بما فيها الجالية العراقية وعندما دخلت الحصة الأولى وبعد أن عرفتهم على نفسي قمت بالتعرف على أسمائهم وبلدانهم فأدهشني هذا التنوع الغريب من الطلاب بعدها وضحت لهم: لماذا ندرس الرياضيات؟ وكيف سندرسها؟ وكيف سأدرسها لهم؟ وقمت بعدها بشرح ما تيسر من الدرس الأول من الكتاب المدرسي.

عندما إنتهت الحصة وخرجت من الفصل وإذا بطالب عراقي الجنسية يتبعني مسرعاً ليعرب لي عن إعجابه بما سمع أثناء الحصة وعندما لحق بي قال لي: الله يساعدك يا أستاذ في الحال إقشعر بدني ولم أعد أسمع ما يريد قوله لي من شدة غضبي منه وفكرت في ضربه بيدي ثم برجلي لكن الله ألهمني الصبر ولم أضربه وعاد الطالب إلى غرفته مندهشاً يكلم نفسه ويقول: أنا لم أقل لهذا الأستاذ شيئاً يزعجه فلماذا غضب مني كل هذا الغضب.
