متاريس في حيّ الجامعة الأردنية


متاريس في حيّ الجامعة الأردنية

Untitled
سيارات الطلبة تملأ الشوارع الخلفية

حيّ الصّديق في العاصمة الأردنية عمان حيث أسكن يفصله عن حيّ الجامعة الأردنية شارع عاكف الفايز خطر في بالي يوماً من أيام الشتاء الدافئ أن أمارس رياضة المشي ظهراً في هذا الشارع فجعلت سكن أميمة على يميني واتجهت باتجاه مدارس المنهل العالمية وقبل أن أقترب منها خطر في بالي لا أعرف لماذا هذه المرة؟أن أغيّر المسار الذي أسلكه كل يوم فانحرفت إلى جهة اليسار وسرت دون أن أعلم إلى أين سيذهب بي هذا الشارع؟.

وضع لافتة على الشارع العام تهدد وتتوعد كل من يقوم بالوقوف أمام منزله!

بدأ الشارع في النزول وأنا أسير عليه وما هي إلا بضع دقائق حتى ظهرت لي مباني الجامعة الأردنية وإذا بساحاتها ومواقفها قد امتلأت كلها بسيارات الموظقين والطلبة طبعاً والطالبات لا بل امتدت هذه السيارات لتملأ الشوارع الخلفية لهذه الجامعة ومن جميع الجهات في دائرة نصف قطرها كيلو مترين حولها فلم يبق شارع كبير أو صغير إلا واصطفت سيارات الطلبة والطالبات فيه يميناً ويساراً حتى الساحات المكشوفة امتلأت بالسيارات!.

Untitled
ومنهم من اشترى الطوب على حسابه الخاص وقام بزرعه أمام منزله على الشارع العام كي يحمي مدخل بيته من هذه الهجمة الطلابية اليومية على منزله!

نظرت بحركة عفوية إلى جهة اليمين وإلى جهة اليسار من حولي فوجدت أن من يسكن في هذا الحيّ هم أساتذة كرام يعملون أو كانوا يعملون في الجامعات الأردنية المختلفة في الغالب وعندما رأيت سيارات الطلبة والطالبات تحاصر بيوتهم شفقت عليهم لأنني كنت واحداً منهم في يوم من الأيام وأعلم ما يقاسيه المعلمون في مدارسهم وجامعاتهم فقلت في نفسي:ألم يكتف هؤلاء الطلبة والطالبات من مطاردة مُعلميهم في مدارسهم وجامعاتهم فلاحقوهم حتى إلى بيوتهم!.

ومنهم من استعان بالحجارة والأشواك وأغصان الأشجار ليضعها أمام منزله وبذلك شوّه منظر الشارع العام أمام بيته وأصبح عليه وضعها صباحاً وإزالتها مساءاً!

عندما نزلت أكثر وجدت سكان هذا الحيّ قد تسابقوا في الدفاع عن بيوتهم أمام هذه الهجمة الطلابية الشرسة من قبل الطلبة والطالبات على بيوت مدرسيهم واختلف كل واحد منهم في وسائل الدفاع عن بيته فمنهم من وضع لافتة على الشارع العام تهدد وتتوعد كل من يقوم بالوقوف أمام منزله ومنهم من وضع لافتة أخرى تضع كل من يوقف سيارته أمام بيته تحت طائلة المسؤولية!. 

ومنهم من استطاع تدبير أو شراء شواخص مرورية متحركة يضعها أمام بيته تشبهاً بالدوائر الحكومية والوزارات!

ومنهم من اشترى الطوب على حسابه الخاص وقام بزرعه أمام منزله على الشارع العام كي يحمي مدخل بيته من هذه الهجمة الطلابية اليومية على منزله ومنهم من لم يكلف نفسه شراء الطوب بل استعان بالحجارة والأشواك وأغصان الأشجار ليضعها أمام منزله وبذلك شوّه  منظر الشارع العام أمام بيته  وأصبح عليه وضع ما تيسر له من هذه الحجارة صباحاً وإزالتها مساءاً ومنهم من قام بصنع حواجز إسمنتية خصيصاً ليضعها أمام بيته كي يحمي الشارع العام من جهة منزله لمنع السيارات من الوقوف أمام بيته ومنهم من  استطاع تدبير أو شراء شواخص مرورية متحركة يضعها أمام بيته تشبهاً بالدوائر الحكومية والوزارات!.

الدنيا حكايات

أضف تعليق