
عندما كنت طالباً في المرحلة الإعدادية في منتصف ستينات القرن الماضي في مدرسة سلفيت الثانوية كان في الجدول الدراسي الذي أملوه علينا حصتان للرسم دون أن يكون في المدرسة معلم مختص بالرسم. وعندما جاء موعد حصة الرسم وإذا بمدرس الرياضيات يدخل علينا ثانية بعد أن علمنا الرياضيات في الحصة التي سبقتها ليعلمنا الرسم أيضاً، فرسم لنا مربعات متلاصقة على اللوح وقام بتوصيل أقطار كل مربع منها ثم رسم مثلثين متعاكسين على كل نصف قطر من أقطارها وختمها برسم دائرة صغيرة في مركز كل مربع وقال لنا: ارسموا بلاط الغرفة… ورسمنا.

لم أفهم في حينه عندما كنت طالباً كل التفاصيل إلى أن دارت الأيام وأصبحت مُدرّساً للرياضيات مثله، وعندما لم يكتمل نصابي من حصص الرياضيات قال لي المدير: عليك أن تدرس الرسم للطلاب كي يكتمل نصابك فقلت له: كيف لي أن أدرّس الرسم وأنا لم أدرُسه لا في المدرسة ولا في الجامعة؟ قال: “دبرّ حالك”، وعلى الفور تذكرت نفسي عندما كنت طالباً صغيراً وعلمني مدرس الرياضيات الرسم فما كان مني إلا أن دخلت ثانية على الطلاب كي أعلمهم الرسم فرسمت لهم مثلثات متساوية الأضلاع متلاصقة على اللوح وقمت برسم الارتفاعات لكل مثلث فيها وسميتها زخرفة وقلت للطلاب: ارسموا… ورسم الطلاب.
