بشرى سارة للمتسولين العرب


google-pilotage
سيارة جوجل ذاتية القيادة

التقيته صدفة، شاب طويل القامة أسمر اللون مفتول العضلات، بالكاد يقرأ ويكتب. كان قبل عصر الكمبيوتر يعتبر نفسه من المتعلمين وظل كذلك إلى أن تغير حديث الناس في الأفراح والأحزان واقتصر على الفيسبوك واليوتيوب وتويتر، فعادت له أُمّيَتُه، وأصبح دائم التأفف والقلق. وعندما سألته عن سبب قلقه الدائم صب جام غضبه على شركة جوجل العالمية فقلت له: ولماذا هذه الشركة دون غيرها؟ قال: لم تكتف هذه الشركة بأن أعادتني أمياً بعد أن كنت متعلماً بل تريد أن تقطع رزقي أيضاً. قلت له: وكيف يكون ذلك؟ قال: سمعت أن هذه الشركة اخترعت سيارة تقود نفسها بنفسها قلت: وما تأثير هذه السيارة عليك؟ 

imgid113351
سيارة المتسولة

قال: أنا أعمل سائقاً عند متسولة أقوم بتوصيلها صباحاً إلى سقف السيل وإحضارها من هناك في المساء إلى بيتها. وفيما عدا ذلك أنا حر في استخدام سيارتها وأشار بيده نحو هذه السيارة فقلت: وهل يعقل أن تكون هذه السيارة لمتسولة؟ قال: نعم، وأزيدك من الشعر بيتاً بأن هذه المتسولة التي لا تعجبك ترمي كل العملة الفضية التي تحصل عليها آخر اليوم من شباك سيارتها فهي لا تعترف بما يقدمه لها الفقراء من أمثالك.

5112684897792
سيأتي عليك يومٌ تسمع فيه الدعاء لأمريكا من مساجدنا 

قلت له: ولماذا لا تعطيك هذه العملة الفضية أو تطلبها أنت؟ قال: عندما طلبت منها أن تعطيني ما ترميه من الشباك أجابتني بأن أمريكا تحرق المحصول الزائد أو تلقيه في البحر للمحافظة على سعره، قلت: سبحان الله حتى متسولينا أصبحوا مغرمين في سياسة أمريكا، قال: سيأتي عليك يومٌ تسمع فيه الدعاء لأمريكا من مساجدنا تحت مظلة الربيع العربي، قلت: معك كل الحق أن تغضب على شركة جوجل وشركة جوجل معها كل الحق أن تقطع رزق أمثالك وتقف إلى جانب المتسولين، والمتسولة معها كل الحق أن تستخدم أمثالك فقد صدق من قال أن رزق الهبل على المجانين. 

الدنيا حكايات

رأيان حول “بشرى سارة للمتسولين العرب

أضف تعليق