أعطوا الناس حقوقهم


10966896_886606688027886_1937789492_n
الحاج عمر إبراهيم العنق 

جيل القرن الماضي كان فيه أناس مبدعون عاشوا حياتهم وماتوا للأسف مغمورين فهم أقل ما يقال عنهم أنهم كانوا كمن رقص في العتمة فلم يكن في زمانهم نت أو فيسبوك أو تويتر لينشروا عليها إبداعاتهم السابقة فلو قارناهم مع جيل هذه الأيام لعرفنا مقدار الظلم الذي كان قد وقع عليهم ففي هذه الأيام مثلاً لو قام شخص وقلى لنفسه بيضة ليأكلها لوجدت الكثير من الناس قد تطوعوا وقاموا بنشر هذه البيضة وهي مقلية على الفيسبوك ولنالت الكثير من الاعجابات والمشاركات ولوجدت الكثير من الناس قد تغزلوا في هذه البيضة وفي صاحبها أو صاحبتها وفي طريقة قليها وطريقة أكلها أيضاً.

10505293_687610734620892_9034714317631790557_n
قطعة صابونة مدورة وملونة

ومن هؤلاء الناس الذين ظلموا من الجيل السابق الحاج عمر إبراهيم العنق من قرية مزارع النوباني وهذا الرجل بشهادة الجميع أبى إلا أن يكون متميزاً في كل شيء في أخلاقه وفي سلوكه وفي أعماله فكان مثلاً يُحتذى في الكرم والجود وصلة الرحم والخلق الكريم السمح عندما كان يستقبل الناس في عليته وكان يعطي كل ذي شخص حاجته وفوق كل ذلك كان قد تميز على غيره من الناس في صناعة الصابون فهو لم يكتف كغيره من الناس بصناعة الصابون التقليدي بل ابتكر صابوناً جديداً كان الناس قد أطلقوا عليه اسم الصابون الممسك أي ذو الرائحة الزكية ولم يكتف بذلك بل قام بتغيير لون الصابون واستطاع أن يلون فلقة الصابونة بألوان مزركشة  لتبدو وكأنها لوحة من الفسيفساء. 

11007498_886917707996784_1856883192_n
قطع من الصابونة على شكل تفاح وانجاص 

ولم يكتف الحاج عمر إبراهيم العنق بذلك بل استطاع أن يغير من شكل ولون ورائحة وحجم فلقة الصابون العادية المتعارف عليها بين الناس من متوازي مستطيلات يصعب الإمساك بها باليد إلى أشكال وأحجام مختلفة فكان منها الشكل الكروي وسهل بذلك حملها باليد عند استعمالها ولم يكتف بذلك بل جعل من فلقة الصابون تحفة منزلية بعد أن صنعها على شكل حبات الفواكه المختلفة مثل حبة تفاح أو حبة إجاص وغير ذلك.

11012239_886917577996797_1079291882_n
قطع صابونة على شكل كرات 

ومنها ما هو على شكل طاولة ومنها ما هو على شكل نصف بطيخة ومنها ما هو على شكل مجسم للكرة الأرضية ولم يبق مغترب من منطقة رام الله في الغرب أو الشرق إلا وأخذ معه إلى بلاد الغربة من هذا الصابون الذي أصبح رمزاً لفلسطين فترحموا معي على هذا الرجل ولا يسعني إلا أن أهيب بأهلي في مزارع النوباني أن يكرموا هذا الرجل وأن يحفظوا ويحافظوا على ما كان قد صنع لهم فهو إرث لهم أولاً ولفلسطين ثانياً. 

       مقالات