ثقافة الأنـا


untitled85
ثقافة الأنا

وبعد أن فشلت كل من (ثقافة الأسرة النووية) و (ثقافة العائلة) وقطّعتا أوصال مجتمعنا سادت (ثقافة الأنا) واستولت على عقولنا وقلوبنا فبالأمس القريب كنت قد سمعت شخصاً ينتقد ويقول:أنا لم يُعجبني ما فعله إخوة يوسف بأخيهم عندما ألقوه في اليم فقد كان من الأحسن لهم أن يقتلوه قبل أن يلقوه في اليمّ لأنهم بفعلتهمْ هذه كانوا قد جعلوا من أخيهم يوسف قائماً على خزائن مصر فردّ عليه شخص آخر وقال:أنا لم يعجبني موقف سيدنا يوسف من إخوته أيضاً عندما سامحهم وعفى عنهم وأكرمهم بل كان عليه أن يطبق عليهم على الأقل شريعة حمورابي التي تقول العين بالعين والسن بالسن.

10qpt830
الأخوين قابيل وهابيل

ثم أضاف هذا الشخص قائلاً:لأن التسامح في مثل هذه الحالات قد يفسر بأنه تخاذل وتنازل عن الحقوق فكان يجب علي سيدنا يوسف أن يكيل لأخوته الصاع صاعين وعلق شخص آخر وقال:أنا لست مُعجباً لا بموقف سيدنا يوسف من إخوته ولا بموقف إخوته منه بل أنا مُعجب جداً بالأخوين قابيل وهابيل عندما  تمكن قابيل من إزهاق حياة أخيه هابيل فهو بذلك كان قد أراح واستراح إلى الأبد. 

أرض الشنانير