ثقافة جنسية


imagesFGNDYF4F
من أين لكم هذا الحليب يا أمي؟

مذْ كنت طفلاً صغيراً في السن، وأنا أحب أن أفكر وأدقق وأبحث في كل ما أسمع أو أرى أو أتكلم، فكنت إذا سمعت قولاً لأحد الأشخاص، أعرضه أولاً على عقلي، فإذا قبله عقلي أخذت به، وإذا رفضه عقلي أرفضه، مهما كان قائله. وفي أحد أيام الطفولة، وبعد أن شربت كأساً من الحليب الطازج، وأعجبني طعمه، سألت أمي على الفور: من أين لكم هذا الحليب يا أمي؟فقالت: الحليب يا ولدي، يأتينا من الأغنام، واكتفت بهذا الجواب فقط، فصار لزاماً عليّ أن أبحث عن هذه الأغنام، لأرى بنفسي، كيف تعطينا مثل هذا الحليب الرائع؟.

137682_2012_01_09_19_35_14_image2
غنمة مكشوفة العورة

في اليوم التالي، شاهدت قريباً لي من بعيد، قادماً من المرعى، ومعه أغنامه، فاقتربت منه أكثر، كي أرى وأتفحص الأغنام عن قرب، وكان أول ما لفت إنتباهي في أغنام هذا الرجل، هو إختلاف ألوانها، فكان منها الأبيض، ومنها الأحمر، ومنها الأسود، وعندما دققت النظر أكثر، وجدت إختلافاً كبيراً في مؤخرة كل نوع من هذه الأنواع: فالأغنام البيضاء «النعاج»، كانت مستورة العورة، أما الأغنام الحمراء «الماعز»، فكانت عوراتها مكشوفة للعيان، عندها نسيت الحليب، وانشغلت في شئ آخر، فسألت قريبي عن سر هذا الإختلاف البيّن بينهما فقال: أثناء مطاردة الكفار لرسول الله محمد، كان قد إختبأ بين الماعز، فتفرقن عنه، وكشفنه لأعدائه، فغضب الله عليهن، وعاقبهن عقاباً أبدياً، بأن كشف عوراتهن للملأ.

images1DBZ8KTC
نعجة مستورة العورة

بعكس الأغنام البيضاء، فعندما علمن بوجود رسول الله بينهن، تجمعن حوله، وأخفينه عن عيون الكفار، فكافئهن الله تعالى، بأن ستر عوراتهن للأبد، فحيّرني جواب قريبي هذا أكثر، فكان كالطباشير الملونة التي تنمحي، لكنها تترك أثراً في الذاكرة لا ينمحي، وعندما كبرت أكثر، وجدت الكثير من الناس، الذين يشبهون قريبي هذا، ممن يتمتعون بخيال واسع، ويسقطون الدين على كل منحى من مناحي الحياة، ولم يكتفوا بذلك، بل تطوعوا وأصبحوا يطلقون الفتاوي للناس، دون أن يسألهم أحد، لا بل أخرجوا لنا فتاوي في كل الميادين، ما أنزل الله بها من سلطان.

ذكريات في بلدنا