الكذبة الكبرى


1365021620
لو أعطوهم الجنسيات لكانوا قد نسوا بلدهم فلسطين

هذه كانت هي الكذبة الصغرى للحكام العرب في ذلك الوقت ولم يكتف هؤلاء الحكام بذلك بل أتبعوها بكذبة أكبر منها كانت قد إنطلت على الكثير من الفلسطينيين كما كانت قد إنطلت عليهم الكذبة الصغرى أما هذه الكذبة الكبرى هذه المرة فكانت حرمانهم من جنسيات البلدان التي كانت قد إستضافتهم ما عدا الأردن تحت ذريعة أنهم لو أعطوا الفلسطينيين هذه الجنسيات لكانوا قد ذابوا في مجتمعاتهم الجديدة ولكانوا قد نسوا بلدهم الأصلي فلسطين.

32763_11254141762
الشركس في الأردن لم ينسوا بلدهم ولا زيهم الوطني

ومما يحز في النفس أكثر أن ما فعله الحكام العرب يالفلسطينيين لم يفعلوه مع الأقليات الأخرى غير العربية التي كانت قد هاجرت من موطنها الأصلي واستقرت في بلدانهم كالأرمن والشيشان والشركس والأكراد وغيرهم فقد أعطوهم جنسيات البلدان التي أقاموا فيها وأصبحوا مواطنين من الدرجة الأولى في هذه البلدان التي سكنوها ومع هذا لم يذوبوا في مجتمعاتهم الجديدة بل بقيت لهم عاداتهم وتقاليدهم ولغاتهم ومدارسهم ولم ينسوا بلدانهم التي كانوا قد قدموا منها رغم مرور عشرات السنين.

الكذبة الكبرى

لماذا الجميع في عمان يشكو من الجميع؟


image2012
ثقافة المدينة

عمان ليست كغيرها من العواصم العربية، ففيها تتعايش ثقافات رئيسية ثلاث: ثقافة المدينة وثقافة القرية وثقافة البادية، وعلى جوانبها تعيش ثقافات الأقليات الأخرى: كالأكراد والتركمان والشيشان والشركس والشوام والمغاربة والأرمن والسريان وغيرهم، وقد تلتقي هذه الثقافات حيناً ولكنها تتصادم في معظم الأحيان. فقد يصحو المرء في عمان من نومه صباحاً فلاّحي الثقافة وعندما يذهب إلى عمله يجد نفسه قد أصبح مدنيّ الثقافة وفي المساء قد يجد نفسه بدويّ الثقافة، وشتان ما بين هذه الثقافات الثلاث في المفاهيم والقيم والنظرة إلى الحياة.

344559
عمان… القرية العالمية

ومما زاد الطين بلّة أن أهل هذه الثقافات تزاوجوا من بعضهم البعض، فأصبح البيت الواحد في عمان يعيش بثقافتين مختلفتين وربما أكثر، وعادة ما تفرض الثقافة الأقوى نفسها على الثقافة الأضعف. لهذا أصبحت المفاهيم تختلف حتى داخل البيت الواحد عند الكثير من الناس، وبالتالي تختلف معها مقاييس التربية والأخلاق والعادات والتقاليد، فتوزّع الأولاد  بين هذه الثقافات المختلفة وأصبحت ثقافتهم هجيناً من ثقافات أهاليهم.

untitled4
ثقافة البادية

لهذا ستبقى الحياة الإجتماعية في عمان صعبة على الكثيرين، وستبقى كذلك إلى أن تنصهر جميع هذه الثقافات المختلفة في بوتقة واحدة وتخرج لنا ثقافة عمّانية جديدة مكونة من مخرجات هذه الثقافات المختلفة يقبلها ويلتزم بها الجميع. ومن دون ذلك سيبقى الجميع في عمّان يشكو من الجميع اجتماعياً، وسيبقى الجميع يتذمر من الجميع لأن كل شخص من ثقافة مُعينة من هذه الثقافات يُريد أن يفرض ثقافته على الجميع فلا يستطيع فتجده غاضباً شاكياً مُتذمراً من الجميع.

مقالات