أختي أم الهيمان
أم المعاركك وأخواتها
أختي أم الفحم
لكن زوجه جارنا كانت على عكس زوجها تماماً فقد استقبلت والدتي (أم المعارك) خير استقبال ورحّبت بها وأكرمتها كما يُكرم الإنسان ضيفه في بيته لا بل أدارت معها حواراً شيقاً كي تجاملها بدأته بسؤال أمي (أم المعارك) عن أخواتها؟فقالت لها والدتي (أم المعارك):أخواتي كما تعلمين يا جارتنا كثر فعن أيّ واحدة منهن أنت تسألين؟فقالت لها الجارة:أنا يا جارتنا أم المعارك أحب كل أخواتك ولا أفرق بينهما ولكن أريد منك أن تخبريني عنهن جميعاً دون استثناء.
لكن أرجوك أن تبدئي لي بأخبار أختك (أم الفحم) فلها عندي معزة خاصة لا سيما أننا لم نعد نراها ولا حتى نسمع عن أخبارها شيئاً بعد أن تمكن العدو الإسرائبلي من إغتصابها فقالت أم المعارك:أختي أم الفحم زعلانة مني في هذه الأيام يا حبيبتي بحجة أن زوجي (أبو المعارك) كان قد حاول قتلها بالصواريخ التي أطلقها على العدو الصهيوني أثناء حرب الخليج وأضافت أم المعارك:بدّك الصراحة أكثر يا جارتنا أختي أم الفحم مُحتارة في أمرها وقد حيّرتنا معها أيضاً.
فهي التي كانت قد ألقت ببندقيتها من يدها وحملت غصن الزيتون بدلاً منها وذهبت به إلى الأمم المتحدة بنيويورك وخاطبت العالم وقالت لهم:لا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي لكنهم هناك لم يسمعوا كلامها وأسقطوا غصن الزيتون من يدها وما أن رأى زوجي (أبو المعارك) هذا المشهد حتى تدخلّ فوراً لإعادة البندقية إلى يدها مرة أخرى لكنها بدل أن تشكره على موقفه العظيم هذا غضبت مني أنا فما هو الذنب الذي اقترفته معها بالله عليك يا جارتنا؟.
أم المعارك وأخواتها
موقف أظرف
وفي أحد الأيام قررت والدتي أن تزور جيراننا جيران الماضي والحاضر!فقاطعه المذيع قائلا:حرب الخليج يا دكتور معارك الآن أصبحت قديمة!نسيها الناس ولم يعد يتذكرها أحد!فأجابه الدكتور معارك:ما تقوله يا صديقي صحيح!لكنه ينطبق على الأولاد الذين كانوا صغاراً في السن في ذلك الوقت أما الكبار منهم فحرب الخليج لا زالت محفورة في ذاكرتهم بحلوها ومرّها!فقال المذيع:طيب يا دكتور تفضل وأكمل ما كنت تريد قوله وأنا آسف لمقاطعتك!.
وأكمل الدكتور معارك وقال:عندما قرعتْ والدتي جرس بابهم!نظر الأب من العين السحرية الموجودة فيه!وقال:يا ويلتاه أم المعارك على الباب!فتغيّرت ملامح وجهه على الفور!وقال لأهل البيت:جاءت أم المعارك لتذكرنا بالذي مضى!فلن أفتح لها الباب!لكن زوجته تدخلت وقالت لزوجها:عيب علينا يا ابن الحلال أن لا نفتح لجارتنا الباب!ماذا سيقول الناس عنا؟ وبعد برهة من الزمن راجع الزوج نفسه وطلب من ابنه أن يفتح لها الباب!لكنه قبل أن تدخل أمّي دخل إلى غرفته وبقي فيها إلى أن خرجت أمّي من بيتهم دون أن يراها!.
أم المعارك وأخواتها
موقف ظريف
طيّب دكتور حدثنا والمستمعين لو سمحت عن موقف ظريف كنت قد مررت به في حياتك فأجابه الدكتور معارك على الفور قائلاً:أريد أن أروي لك وللمستمعين موقفاً أظرف مما تتوقع ومما يتوقعون مرّت به أمّي وكنت أنا سبباً له فقال له المذيع:أنا والمستمعون كلنا آذان صاغية لك تفضل وهات ما عندك يا دكتور فقال الدكتور معارك:والدي كما تعلم عراقي الجنسية وكان قد حضر إلى مدينة عمان للدراسة في جامعتها وأثناء ذلك تعرّف على أمي وبعد أن أنتهى من دراسته تقدم لخطبتها من والدها فوافق جدي لأمي لكنه كان قد اشترط عليه أن يقيم وأمي في عمان وليس في العراق.
وافق والدي على هذا الشرط وسكن بالقرب من بيت جدي في عمان وكان لبيت جدي جيران أعزاء عليهم عاشوا معهم سنين طويلة هنا في مدينة عمان وبعد وفاة جدي انتقلت هذه العلاقة الحميمة مع هؤلاء الجيران إلى أهلي لكنها لم تدم طويلاً فقد تركونا ليعيشوا في دولة الكويت واستمرت هذه العلاقة بيننا وبينهم رغم بعد المكان على أحسن ما يكون وبقينا على هذا الحال إلى أن جاءت حرب الخليج لتعيدهم قسرياً جيرناً لنا مرة أخرى بعد أن تركوا الكويت ومن فيها وعادوا ثانية ليستقروا في بيتهم المجاور لبيتنا في مدينة عمان.
أم المعارك وأخواتها
الدكتور معارك
إنتبه المذيع إلى إسم هذا الرجل متأخراً بعد أن قدمه للمستمعين فرأى أن يبدأ اللقاء بالحديث عن هذا الإسم الذي كان قد لفت انتباهه فسأله على الفور عن إسمه وعن الذي كان قد أطلقه عليه؟وكيف كان ذلك؟فقال الدكتور معارك:جدي لأمي رحمه الله كان السبب في تسميتي بهذا الإسم الذي يبدوا غريباً على كل من يسمعه في هذه الأيام فقد كان جدي لأمي يسمي بناته يأسماء تبدأ بأم تيمناً بعائشة أم المؤمنين رضي الله عنها فسمى بناته جميعهن بأم الفحم وأم الهيمان وأم صلالة وأم الرشراش وأم كلثوم وأم درمان وأم الدنيا إلى أن جاء دور أمي فكان نصيبها أم المعارك واحتراماً من والدي لزوجته ووالدها أبقى والدي على هذا الاسم كما هو ليكون من نصيبي!.
أم المعارك وأخواتها
سيداتي وسادتي
بعد عصر أحد أيام العام2010 قررتُ أن أمارس رياضة المشي وأنْ أستغلّ الراديو الموجود في تلفوني النقال كي يخفف عني الملل الناتج من تكرار المشي اليومي وما أن فتحته ووضعتُ السماعة على أذني وقمت بتحريك المؤشر وإذا به يقودني إلى محطة ما ويقف عندها لوحده وعلى الفور بدأت أستمع لما يقوله المُذيع وإذا به يقدّم ضيفه للمستمعين بقوله:سيداتي سادتي معي الآن وسيكون معكم بعد قليل الدكتور معارك وهو أشهر من أن يُعرّف وعندما سمعت ما يقول به المذيع وقفتُ عن المشي بُرهة كي أتحقق من الإسم الذي أسمعه بعد أن أثار شجوني وبدأ خيالي يعود إلى الوراء كثيراً بعد أن سمعت بهذا الإسم.
مِنْ جُـعْـبَـتي أقـول لـكـم 