الكاتب: جــمــيــل عــبــود
لحظة تحطيم الأمنية

في أحد الأيام كان قد حضر طالب من طلابي إلى غرفتي في المدرسة وأعلن عن عدم رضاه عن علامته في أحد الإمتحانات ودخل في مساومتي على رفع علامته في هذا الإمتحان فقلت له:أعندك إجابة صحيحة لم أصححها؟قال:لا فقلت له:أعندك إجابة صحيحة وأنا خطأتها لك؟قال:لا فقلت له:أعندك خطأ في جمع علامات الأسئلة؟قال:لا فقلت له:إذن ماذا تريد؟قال:أنا لم أحضر عندك كي أعرف الصح من الخطأ فأنا أعرف الصح جيداً وإنما أريد منك أن ترفع من علامتي لمصلحتك الشخصية أولاً ثم لمصلحتي ثانياً.

قاطعته في الحال وقلت له:لمصلحتك لقد فهمتها فكيف تكون لمصلحتي؟فتابع كلامه قائلا:أستاذي أتريد كذباً يخدعك لكنه يسعدك أم تريد صدقاً قد يشقيك؟فوالله إني أحبك وأحترمك لكنني أريد أن أقدم لك النصيحة فقلت له:من ينصح الآخر المعلم أم الطالب؟قال:في زمانكم كان الأستاذ ينصح طالبه أما وقد رضيت أن تدخل زماننا هذا وتدرسنا فعليك أن تقبل نصيحة طالب محب لأستاذه فقلت له:هات ما عندك يابني فكلي آذان صاغية فقال:أظنك قد نسيت ما كنت قد قلته لنا وأنت تعلمنا بأن (الأنهار تظل عذبة حتى تصب في البحار المالحة) وأظنك أيضاً أنك كنت قد نسيت ما كنت تقول بأن (الناس يدفنون الحسنات ويظهرون السيئة).

ثم تابع كلامه قائلا:لو علم والدي بعلامتي المُتدنية هذه فسيعمل فيك مثل ما عمل في مٌعلمة أختي فبالأمس عندما أحضرت أختي شهادتها المدرسية وكانت علامتها مُتدنية في مبحث الرياضيات شكى والدي معلمتها لإدارة المدرسة وقاموا بإنهاء عقدها فوراً وأظنك تعلم أن والدي مُتنفذ وأنا أخاف عليك من أبي ولا أريد منك أن تُنهي عقدك بيدك والكيّس من إتعظ بغيره قلت له:أرجوك أن تتحمّلني أنت وأبوك إلى أن تنتهي هذه السنة وأعدك أن أخرج من زمانكم هذا كي يبقى في ذاكرتي ذاك الزمان الجميل الذي كان المعلم فيه كالجبل لا يهزه الريح فلن أعُلم أحداً من بعدك وستكون أنت وأبوك مسك الختام في هذه المهنة المباركة.

بعد هذه الحادثة قلت لنفسي وأقول لكم أيضاً أنه:عندما يُستبدل الخشب في المنجرة بالقش والإسفنج فلا بد لك أن تستبدل النجار أيضاً لأن من إعتاد على التعامل مع الخشب لا يستطيع أن يتعامل مع القش والاسفنج والعجيب في الأمر أن المنجرة عندما كانت تصنع أثاثها من الخشب الخالص لم تحصل على شهادة الآيزو لكنها بعد أن صنعت أثاثها من القش والاسفنج أعطوها شهادة الآيزو فهم بذلك كمن خدعها بقولهم حسناء هكذا فهموا حصولهم على شهادة الآيزو التي تقول لهم أن الزبون على حق دائماً وعلى المدرسة أن تُرضي الطالب ووليّ أمره لأنه هو الزبون الذي يدفع وفي العادة من يدفع يوجه.
لماذا تركت مهنة التعليم؟
كنت من خيرة من أهدانا علم الرياضيات
أستاذ جميل عبود صباح الخير…أنا هشام يوسف ابو الجبين دكتور أسنان في الكويت كنت أحد تلاميذك بثانوية عبدالله السالم في الكويت من دفعة 1986 أسأل الله أن يبارك لك في عمرك ويوفقك أينما كنت فقد كنت قد علمتنا الرياضيات في الماضي وكنت من خيرة من أهدانا علم الرياضيات ليس فقط لوقت الحصة أو ليوم أو سنة بل علمتنا الرياضيات كي نبني بها حياتنا وأنفسنا في المستقبل ربي يجزيك عنا خيراً كثيراً ويجعله في ميزان حسناتك.
Hisham Yousef Abueljebain
طُـلاّب كنت قد درستهم ولا زلت في ذاكرتهم
المصدر الموثوق
قبل أن تتزوجه استشارت مصدرها الموثوق (صديقتها) فقالت لها أنه غير صالح للزواج لا مادياً ولا صحياً ولا أخلاقياً فرفضته وبعد فترة من الزمن عَلِمَتْ أنه تزوج المصدر الموثوق نفسه.
كل شيء عن المرأة
يوم أن احتجزني الجيش العراقي رهينة في الكويت
المكان: الدوار الخامس
الزمان : أيلول 1990

كانت المشكلة الكبرى للناس الذين لم يغادروا دولة الكويت بعد احتلالها سنة 1990 من قبل الجيش العراقي هو تدبير لقمة العيش (رغيف الخبز) له ولأولاده ولمن يعيلهم لأن الجيش العراقي في ذلك الوقت كان قد سيطر على كل المخابز التي كانت تعمل في الكويت وعلى كل مراكز بيع الخبز فيها وبهذا يكون هذا الجيش قد جعل الناس تزداد جشعاً وطلباً للخبز دون أن يدري طبقاً للقاعدة الذهبية التي تقول:كل ممنوع مرغوب.

ونظراً لعدم وجود الفواكه والخضار فقد إزداد إعتماد الناس على هذا الخبز أكثر من العادة وتضاعفت المشكلة أكثر بعد أن تقررت حصة الشخص الواحد بأربعة أرغفة في المرة الواحدة بعد أن ينتظم هذا الشخص في طابور طويل له أول وليس له آخر ويمتد لساعات طويلة قد تصل إلى أربع ساعات في بعض الأيام فاضطر كل ساكن في الكويت أن يأخذ زوجته والكبار من أولاده كي يجمعوا أكل يومهم.

وفي أحد الأيام كنت قادماً من جهة دوّار (البدع) في السالمية مُتجهاً إلى طريق الدائري الخامس أبحث عن مخبز زُوّاره قليلون نسيباً، لعلني أستطيع أن أشتري منه ربطة من الخبز أو ربطتين ليوم قادم أو يومين، وعندما وصلت نقطة التفتيش (السيطرة) التي كان قد نصبها الجيش العراقي مقابل محطة مياه السالمية مباشرة، وهذه السيطرة كانت مميزة عن مثيلاتها من نقط التفتيش بكثرة عدد أفرادها وآلياتها وضباطها وبوجود خيمة أو خيمتين يجلس وينام فيها الضباط المناوبون.

وعندما إقتربت من نقطة التفتيش هذه كان أمامي باص جديد يقوده مواطن عراقي ومرافق له وعندما مر هذا الباص عن نقطة التفتيش تكلم مع الجنود العراقيون بلهجتهم الخاصة فسمحوا له بالدخول وفي تلك اللحظة خرج الضابط المناوب من خيمته فلمح الباص وهو يمر من أمام هذه السيطرة فسأل الجنود المناوبين على الفور: من أين له هذا الباص؟ وكيف سمحتم له بالمرور؟ وعلى الفور طلب من جنديين بجانبه أن يلحقا بهذا الباص ويحضراه في الحال وأسرع الجنديان المسلحان على أول سيارة بعد الباص فكانت سيارتي.

فما كان من أحد هذين الجنديين إلا أن قام بفتح باب سيارتي الأمامي (دون إذني) وجلس بجانبي مادّاً بندقيته على فخذيه فوصل رأسها إلى بطني أما الثاني فقام بفتح الباب الخلفي وجلس في المقعد الخلفي من السيارة وطلبا مني بلهجة عسكرية اللحاق بالباص وبسرعة فما كان مني إلا أن دُستُ على دواسة البنزين بشدة أكثر إلى أن وصلنا دوار الجوازات وهناك سيكون أمامي أربعة خيارات لحركة الباص المطارَد فأيّ الطرق سأختار؟سألت الجنديين عن أي الطرق أسلك؟ فأجابني الجندي الذي يجلس بجانبي بشئ من اللامبالاة وقال: تأكد أننا لن ننزل من سيارتك هذه إلا على الباص حتى لو امتد بنا الطريق إلى بغداد فعليك أنت أن تختار الطريق المناسب وأنت حر في الإختيار لأنك تعرف الكويت أكثر منا.

عندها بدأت أحاور نفسي بنفسي وأقول: لصوص الباص مسلحون ومن معي من العسكر مسلحون أيضاً وسأذهب أنا وسيارتي ضحية أي إشتباك يحدث بينهما لهذا علي أن أتحاشا هذا الإشتباك مهما كلفني الثمن فما كان مني إلا أن أسلمت نفسي وسيارتي لله سبحانه وتعالى ليخلصني من هذا البلاء العظيم الذي نزل عليّ من السماء داعياً في سري أن يُلهمني الصبر والثبات وأن يساعدني في اختيار الطريق المناسب الذي سيؤدي بنا إلى اللحاق بهذا الباص لتنتهي هذه المغامرة بسرعة.

واستجاب لي الله في الحال بعد أن ألهمني ربي عز وجل أن أسلك الطريق الذي يؤدي إلى الدائري الخامس وهناك وجدت نقطة تفتيش عسكرية متحركة عند بداية شارع عمان كانت قد أوقفت هذا الباص للتفتيش عندها أمرني الجندي الذي يجلس بجانبي بالوقوف السريع ونزلوا من سيارتي وألقوا القبض على هذا الباص ومن فيه وعندها حمدت الله على تخليصي من هذه الورطة واستغنيت عن شراء الخبز في ذلك اليوم وذهبت إلى البيت سالماً لكنني لست غانماً بالخبز الذي خرجت من أجله.

وما أن وصلت البيت والتقيت بالجيران وحدثتهم بما حصل معي في هذا اليوم لم يندهشوا مما كان قد حصل معي بل قال أحدهم: يجب عليك أن تشكر الله كثيراً فأنا مثلاً أخذوا مني أوراقي الثبوتية من على أحد هذه السيطرات المنتشرة هنا وهناك وبعدها أرغموني على توصيل (جثة) إلى أصحابها في بغداد بعد أن أعطوني العنوان كاملاً فما كان مني إلا أن حمدت الله ثانية عندما قارنت نفسي بغيري ولم يكن مشواري إلى البصرة أو إلى مدينة دهوك في الشمال الكردي مثلاً.
أرأيتم يا سادة يا كرام كيف جعلوني مسؤولاً عن سرقاتهم؟ لا بل طالبوني باستردادها؟ وجعلوا جاري يتمنى أن يكون الموت لقريب الدار وأن يطيل الله في عمر بعيد الدار ليسهل عليه المشوار.
مشاهد عراقية بعيون فلسطينية من حرب الخليج
قلت لكم مراراً

قلت لكم مرارا
إن الطوابير التي تمر
في استعراض عيد الفطر والجلاء
فتهتف النساء في النوافذ انبهارا
لا تصنع انتصاراَ
إن المدافع التي تصطف على الحدود في الصحارى
لا تطلق النيران إلا حين تستدير للوراء
إن الرصاصة التي ندفع فيها ثمن الكسرة والدواء
لا تقتل الأعداء
لكنها تقتلنا إذا رفعنا صوتنا جهارا
تقتلنا وتقتل الصغارا
من كل بستان زهرة
أثر حب الزوج على شخصية زوجته

حب الزوج لزوجته وحده فقط هو الذي يُلوّن وجه الزوجة بألوانه الزاهية فيجعل وجهها يبدو وكأنه وردة جورية تكبر وتنمو وتنشر عبيرها على كل من هم حولها، وحب الزوج لزوجته هو وحده الذي يشجع المرأة على الاعتناء بجسمها ويُجبرها على ممارسة التمارين الرياضية بأنواعها المختلفة وذلك للحفاظ على لياقتها البدنية كي تبدو ممشوقة القوام جميلة وحب الزوج لزوجته وحده هو الذي يجعلها أكثر ميلاً لارتداء الملابس (الرخيصة) الجميلة المنوعة كي تزيد من جمالها وأناقتها وحب الزوج لزوجته وحده هو الذي يجعل جسمها قادراً على مقاومة الكثير من الأمراض النفسية والجسدية فتبدو دائماً بصحة جيدة واثقة من نفسها وحب الزوج لزوجته وحده هو الذي سينعكس على طبخها وعلى أكلها وعلى خبزها(إن خبزت) بعكس المرأة التي تلبس وجهها قناع الحب الذي ستنشغل به طول يومها في طلاء وجهها وجسمها بالمساحيق الملونة البراقة وتضع على جسمها العطور الفواحة كي تخفي الكُرْه الذي يستقر بداخل نفسها وتنسى أو تتناسى مثل هذه الزوجة أن الناس من حولها لا يحبون الكأس نفسه بقدر ما يحبون ما بداخل هذا الكأس.
كل شيء عن المرأة
إذا جابت زوجتك من عند أهلها إبريق اكسره فوراً وإلا فإنك لن تستريح

(إذا جابت زوجتك من عند أهلها إبريق اكسره فوراً وإلا فلن تستريح) مَثلٌ قديم كان يردده العامة من كبار السن أمام كل شاب مقبل على الزواج ومنهم أنا، وعندما سمعت بهذا المثل (الساذج) لأول مرة رفضته رفضاً قاطعاً وبقيت على هذا الحال فترة من الزمن إلى أن جاء الوقت الذي حدثتني فيه أمي حكاية بسيطة عن نفسها بعد أن تزوجت وقبل أن تصبح أماً. قالت لي أمي:كان جدك لأمك يا ولدي يملك حقلاً كبيراً من أشجار التفاح الأخضر، وكان لا يبخل عليّ وعلى والدك بين الحين والآخر بسلة من ثمار هذا التفاح بشكل شبه يومي وبقي على هذا الحال إلى أن جاء الوقت الذي مللنا فيه أكل التفاح ولم نعد نطيقه.

وفي أحد الأيام، حضر جدك لزيارتنا في بيتنا، ومعه السلة المعتادة مملوءة بالتفاح، فاستقبله والدك مرحباً، وتناول السلة، وقام بركنها جانباً، وبعد انتهاء زيارة جدك لنا، احتار والدك فيما سيفعله في هذا الكم الهائل من ثمار التفاح، فقرر دون أن يأخذ رأيي، أن يعطي منه لأصدقائه وجيرانه المقربين منه، الذين لا يزرعون التفاح في بساتينهم، وأخذ يملأ لكل صديق منهم كيساً من تفاح هذه السلة، فما كان مني إلا أن اعترضت عليه في الحال، وبشدة قائلة له: إن هذا التفاح الذي تتقاسمه مع أصدقائك وجيرانك هو من تفاح أهلي، ولا أسمح لك أن تطعمه للناس، فما كان من والدك إلا أن ترك ما بيده من تفاح، وأعاد السلة إلى مكانها، دون أن ينطق بكلمة واحدة.

ومرت الأيام والسنين بسرعة يا ولدي وكبرنا وكبر شجر تفاح جدك معنا لكنه هرم قبلنا ومات كله مرة واحدة. بعدها نسينا التفاح ونسينا طعمه وبقينا على هذا الحال سنوات ودارت الأيام واشترى والدك بستاناً من التفاح أكبر من بستان جدك، وفي أحد الأيام احترت في أمر هذا الكم الهائل من التفاح فسألت والدك سؤالاً بريئاً: أين أذهب بهذا التفاح؟ فتذكر والدك موقفي السابق معه من تفاح أهلي، ولم يُقصّر وقتها فقد كال لي الصاع صاعين بعد أن قال لي: خذي من تفاح زوجك الآن وأطعمي منه أهلك أولاً وأقاربك ثانياً وحتى معارف أهلك لا بل جيرانهم ثالثاً وبعد أن أسمعني والدك هذه الكلمات الجارحة التي لن يفهمها أحد غيري ندمت على ما كنت قد فعلت معه في الماضي، لكن الندم لا ينفع بعد فوات الأوان يا ولدي.
كل شيء عن المرأة
لوكنت حلوة شوية كنت عملت إيه؟
أثناء مرور فضيلة شيخ الأزهر، الدكتور محمد سيد طنطاوي، بأحد المعاهد الأزهرية، بمدينة نصر، بالمنطقة السادسة، رأى طالبة في الصف الثاني الإعدادي، ترتدي النقاب، فاعترض عليها قائلاً: لا بد أن تخلعي هذا النقاب، فهو ليس بفريضة، ولا سنة، فأجابته الطالبة: إن هذا النقاب يستر وجهي، فقال لها: أنا أعلم منك، ومن الذين خلفوك، بأمور الدين، وصمم على أن تخلع هذه البنت نقابها، وحين نفذت هذه الطالبة الأمر، ورأى وجهها عقّب قائلاً: يعني لو كنت حلوة شوية كنت عملت إيـه؟.
من أجمل ما قرأت
رسالة هتلر للزعماء العرب



