(5) الجلسة الأولى من الجرعة الأولى (5)


الأحــد 7/8/2016: (الجلسة الأولى من الجرعة الأولى)

2016-10-11-11-20-53
مع نوارة الطابق الثالث الممرضة عايدة 

وأخيراً جاء الموعد المنتظر. سأقابل العلاج الكيماوي وجهاً لوجه، ذلك البعبع الذي يخيف الكثير من الناس ويسبب لهم الضيق والتعب ومعهما الآلام، ذلك البعبع الذي أذاق أمي في الماضي البعيد وأخي الأصغر في الماضي القريب الويلات والآهات على مسمعي ورؤية عيني. لكن الفرق الوحيد بيني وبينهم (أمي وأخي) أنني وقعت بين يدي طاقم من الممرضين والممرضات كلامهم مع المرضى أحلى من العسل فهم لا يكلون ولا يملون ولا يتعبون ولا يعصبون يخاطبون الناس على قدر عقولهم فهم مختلفون عن غيرهم في الأماكن المشابهة وهنا خطر في بالي سؤالاً لم أستطع الإجابة عليه وحدي. كيف تجمع مثل هؤلاء الممرضين والممرضات؟ هل توصلوا إليهم بالبحث والتقصي عن كل واحد فيهم؟ أم أن نظام العمل في هذا المركز يصقلهم ويجعل منهم ملائكة للرحمة؟.    

2016-09-21-04-59-41-3
الأسرة الصغيرة 

ذهبنا نحن الخمسة أنا وزوجتي وأولادي الثلاثة علاء وبهاء وضياء في سيارة واحدة إلى مركز الحسين للسرطان. فوجدنا المواقف ممتلئة ومثلها الساحات المجاورة ومثلها الشوارع المؤدية إلى المركز كذلك ممتلئة بالسيارات ولم نستطع العثور على موقف لسيارتنا إلا بعد الساعة الواحدة ظهراً وعندما دخلناه وجدناه مزدحماً بالناس وكأنه سوق خضار. فيه الصغير والكبير، فيه المرأة والرجل، فيه البنت والولد، فيه الباكي وفيه الشاكي، ومع كل مريض مرافق أو أكثر. وما هي إلا دقائق حتى نادتني الممرضة وقاست درجة حرارتي وضغط دمي ووزني وطلبت مني الانتظار في الخارج.

scan11436
الأسرة الكبيرة 

وفي تلك اللحظة خطرت في بالي صورة والدتي رحمها الله وقد تساقط شعرها وأصبحت مشغولاً في تساقط شعري، وخطر في بالي أخي المرحوم فؤاد عندما كان يخرج من العلاج الكيماوي وهو منهك خائر القوى. وفي هذه الأثناء نادتني الممرضة واختارت لي مقعداً وفيراً وألبستني اسورة تحمل اسمي وتبعها ممرض ركّب في يدي الإبرة (cannula) وجاء بكيس فيه محلول وركبه مع الإبرة وبعد ربع ساعة ركب لي كيس دواء ضد الاستفراغ ثم تلاه بكيسين من العلاج الكيماوي حيث استغرقت هذه العملية حوالي ساعتين من الزمن لم أشعر بها بشئ من الألم لوجود كل أفراد الأسرة بجانبي. 

تجربتي مع السرطان… من الألف إلى النون

رأيان حول “(5) الجلسة الأولى من الجرعة الأولى (5)

أضف تعليق