وهكذا انقلبت حياة الحصان الأبيض إلى جحيم فكان إذا ما تعب من ركوبه قرد يسلمه إلى قرد آخر وبقي على هذا الحال إلى أن ركبه قرد مختلف هذه المرة عن الجميع فهو لا يريد المطاردة عليه فحسب بل أخذه بالقوة وأدخله إلى إسطبل وأقفل عليه الباب وانصرف وإذا بداخل هذا الإسطبل خيول من جميع الألوان والأعمار والأجناس فاقترب من أحدها وسأله عن أحواله في هذا المكان فأجاب:إن الوضع هنا ممتاز أكل ومرعى وقلة صنعة وبصراحة أكثر نسينا حالنا لأنهم أعطونا أرقاماً بدلاً من أسمائنا وأدخلونا عصر العولمة قبل غيرنا وأنكروا علينا جنسياتنا المختلفة وأعطونا جنسية واحدة عندما سمونا (أجانب) ثم خفض من نبرة صوته الأولى وقال: بيني وبينك أحسن لا هموم شخصية ولا هموم وطنية لكل من يعيش في هذا المكان!.