زينة الحياة الدنيا بالأمس


images_or7d
زينة الشئ هي كل ما يُضاف له كي يبدو أجمل 

قلت: زينة الحياة الدنيا لم تكن بين أمانينا ولم تكن بين أولوياتنا في تلك الأيام التي عشناها سوياً حتى أننا لم نكن نفكر بها أو نسأل عنها لأن المشاكل اليومية التي كنا نعيش بها أنستنا الحياة وزينتها.

قال: أنا أعرف أن الزينة كانت ولا زالت للعروس فقط في حفل زواجها؟.

قلت: لا يا صديقي الزينة ليست للعروس فقط بل كل شئ في هذا الكون له زينة وزينة الشئ هي كل ما يُضاف لهذا الشئ كي يبدو بصورة أجمل مما كان عليه في السابق.

images
زينة العروس في القرن الماضي

قال: وهل هذه الإضافة التي ستضاف للشئ كي يبدو بصورة أجمل مما كان عليه في السابق ثابتة أم متغيرة مع الأيام؟ بمعنى هل يتفق الناس على الزينة في الماضي والحاضر والمستقبل أم أنها متغيرة مع الزمن؟.

قلت: لا يا صديقي إن الزينة تتغير بتغير الأيام والسنين والقرون فزينة العروس مثلاً في هذه الأيام ليست كزينتها في القرن الماضي لأن مقاييس الجمال متغيرة هي أيضاً فبالأمس القريب كنا نعتبر جمال المرأة في وزنها وضخامة جسمها بعكس هذه الأيام فكلما خف وزن المرأة كلما كانت أجمل.

mosques-018
خذوا زينتكم عند كل مسجد

قال: وهل تختلف الزينة باختلاف المكان أم هي ثابتة في كل الأمكنة؟.

قلت: الزينة تختلف من بلد إلى آخر ومن مكان إلى آخر فزينة الحياة في البادية غيرها في الريف غيرها في المدينة.

قال: هل زينة الحياة الدنيا اختيارية أم هي اجبارية؟.

قلت: لا بل إجبارية لأن الله تعالى يقول في كتابه العزيز: خذوا زينتكم عند كل مسجد وهذا يعني أن هناك أمكنة مُعينة لا بدّ أن تكون زينتنا فيها مكتملة كالمساجد ودور العبادة.

131-copy

قال: أيُعقل يا صديقي أن نتزين للجدران؟.

قلت: الزينة يا صديقي ليست للجدران بل هي لمن هم في داخلها.

قال: حتى لو كنت في بيتك؟.

قلت: نعم لأن الرجل يُحب أن تتزين له زوجته وبالتالي عليه أن يتزين لها في بيتها لأن الله تعالى قال في كتابه العزيز: ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف.

334099_mn66com
نعيش في عصر الصورة 

قال: لقد أقنعتي بأن الزينة في البيت واجبة فهل هي أيضاً واجبة في مكان العمل أو في الأسواق؟.

قلت: نعم يا صديقي فنحن اليوم نعيش عصر الصورة لذا يجب علينا أن نظهر للناس بأجمل صورة.

قال: أنا أعلم بأن الزينة تكون للمرأة أما أنت في هذا الحوار فقلبت ما هو مألوف رأساً على عقب بأن جعلت الزينة للرجل أيضاً وبهذا تكون قد ساويت بين الرجل والمرأة دون أن تدري.

imagesxa5dr68g
المرأة الكافرة تركب الطائرة وتسوق الدبابة 

قلت: أنا أعلمُ أن الناس كأسنان المشط لا فرق بين رجل وإمرأة إلا بالتقوى.

قال: وللرجال عليهنّ درجة.

قلت: هذا الكلام يا صديقي كان صالحاً في عصر الحريم الذي كنا قد ابتلينا به في الموجات الاستعمارية المتلاحقة التي كانت قد اجتاحت وطننا العربي في القرون الماضية وبعد أن ذهب الاستعمار ترك لنا الفكر الذي كان سائداً آنذاك لكننا ونحن نعيش في هذه الأيام وقد رأينا المرأة الكافرة تركب الطائرة والدبابة وتحمل الرشاش مثلها مثل الرجل وتحتل أرضاً للعرب والمسلمين في أفغانستان والعراق وقبلها في فلسطين فعلينا أن نغير من معتقداتنا التي ورّثنا إيّاها الاستعمار جيلاً بعد جيل.

زينة الحياة

أضف تعليق