عـبـيـد فـارس

قلت:المال عندي ما هو إلا ورق قد يطير في الهواء عند أقرب هبة ريح! وعندما يطير مثل هذا المال فسيطير معه كل الناس الذين كنت قد إستعبدتهم من خلاله!.
قال:إذا طار المال كما تقول فسأجمعه مرة ثانية!لكن هذه المرة سأجمعه بطريقة أقذر من الطريقة الأولى بعد أن تهدأ العاصفة ويسكن الريح!وبعد أن أجمعه ثانية سيعود كل من كنت قد استعبدتهم إلى مكانه كما كانوا أول مرة!.

قلت:وإذا رفض أحدهم أن يعود إليك ثانية بعد أن يكون قد إشتراه من هو أغنى منك؟.
قال:أدفع لمن كان قد إشتراه أكثر مما كان قد دفع وأزيد من نصيب هذا العبد !عندها فقط سيترك هذا العبد من كان قد اشتراه ويعود لي في الحال!.
قلت:ألا تعلم يا صديقي أن الله كان قد خلق الإنسان منا مكرماً حر التفكير والإرادة؟ولم يكتف بذلك بل أحاط عقله بجمجمة عظمية كي لا يسهل الوصول إليه أو الاستحواذ به ولم يخلقه سلعة تباع وتشترى لمن يدفع أكثر؟ولكن قل لي بالله عليك يا صديقي:لماذا تحب شراء العبيد؟!.

قال:هذا ما يقوله لك تفكيرك الآن ونسيت أن الفكر يتغير مع الزمن! وسيأتي عليك وقت تعترف به بأن كل شئ في هذا الكون قابلاً للبيع والشراء!حتى الأوطان هناك من قام بشرائها وبيعها!أما أنا فأقول أن شراء العبيد في هذه الأيام أصبح أسهل بكثير من تربيتهم!.
قلت:لكنك في النهاية ستعيش مع العبيد!والعبيد لا يستمتعون بالحياة مثل غيرهم من الناس!وبالتالي فإنك لن تستمتع معهم في حياتك!وعليك أن تستفيد من الماضي البعيد عندما كان كسرى ملك الفرس قد استعبد نفراً من قومه فخرّبوا عليه ذوقه عندما طلب منهم النصيحة في أحد الأيام فنصحه الحر بزرجمهر ولم يستمع إليه فلم يفهم نصيحته وقام بإعدامه فوراً لأن ذوقه العام قد أصبح ذوق عبيد!.

قال:لكن إبنته كانت موجودة مع هؤلاء العبيد عندما أعدم كسرى والدها بزرجمهر!.
قلت:أتدري ما فعلت إبنة بزرجمهر عندما لم تجد من جموع هؤلاء العبيد المحتشدين من يعترض على قتل أبيها؟.
قال:لا أعلم لكنني أستطيع أن أستنتج ذلك فكل بنت ستبكي عند وفاة والدها وتحزن لفراقه!.
