
صاحبنا: في عام 1966 وجدت نفسي طالباً في الصف العاشر في مدرسة حوارة الثانوية (وبلدة حوارة لمن لا يعرفها أصبحت اليوم ضاحية من ضواحي مدينة نابلس) وكان الأستاذ فايز علي الغول مفتشاً للغة العربية في لواء نابلس في ذلك الوقت وكانت قد خطرت له فكرة إحترمتها في الماضي ولا زلت أحترمها حتى الآن ألا وهي أن يستغل الإنسان كل ما عنده من وسائل ليصل إلى الإبداع أما هذه الفكرة العظيمة فكانت: أن يستعين بالجيل السابق ويأخذ منهم مثل ما أعطى ويعطي لأبنائهم.

من أجل هذا أوعز إلى مُدرسيه في اللواء أن يطلبوا من طلابهم قصصاً شعبية مما ترويه لهم الأمهات والجدات والعمات والخالات ويقوم كل مدرس بتجميع وتنقيح القصص التي يحضرها طلابه ثم يقوم هذا المدرس بتنقيحها ثم يقوم بإرسالها له في نابلس وما أن إكتمل العدد حتى قام بعد ذلك بمراجعتها وتنقيحها وطبعها في كتاب سماه “الدنيا حكايات” ويكون بهذا العمل قد حفظ التراث الشعبي من الضياع وولد حواراً في المجتمع بين الصغار والكبار.
