تجمع المسجلون في هذه الرحلة أمثالي عند منتصف ليلة الجمعة الأولى من شهر أيلول عام 2011 في مكتب الشركة الكائن في عمّان، وكانوا مختلفين في كل شيء: الجنس والعمر والشكل والثقافة والهدف والحالة المادية والجسدية، إلا أنهم جميعاً توحدوا عند زيارتهم إلى لبنان على الرغم أن أهدافهم من هذه الزيارة ليست متطابقة، فكل ذاهب إلى لبنان لما كان قد ذهب إليه.

قـروي مـن الأردن

شاب في مقتبل العمر يعيش في إحدى قرى الجنوب الأردني ثقافته ثانوية عامة، يُسمي نفسه رجل أعمال لأنه يبيع ويشتري سيارات مستعملة، فبعد أن باع سيارة أو سيارتين أصبح من الأغنياء في قريته، وإذا غني أحد في القرية فعليه أن يختار واحداً أو أكثر من ثلاث: إما أن يقتل شخصاً آخر، أو يبني بيتاً كبيراً فوق طاقته، أو يتزوج. وفي جميع هذه الحالات سيعود فقيراً كما كان، فاختار صاحبنا الزواج ليعود فقيراً لكن عليه أن يتقيد بطريقة أهله في الزواج. لم يمانع صاحبنا وتزوج في القرية متّبعاً عادات وتقاليد قريته، لكنه اشترط على أهله أن يسمحوا له ولعروسه أن يذهبا معاً رحلة شهر العسل إلى لبنان. وافق الجميع على ذلك وتم الزواج، وعندما حضر إلى عمّان ورأى ما رأى من الغلاء الفاحش اكتفى بتقصير مدة الرحلة إلى ثلاثة أيام فقط من خلال Group سياحي فحجز مثلي مع هذه الشركة. 

قـروي مـن فـلـسـطـيـن

حضر صاحبنا إلى عمان من إحدى قرى فلسطين لزيارة خاله الذي يقيم في عمان، وفي هذه الأثناء تعرف على بنت من الجنوب اللبناني كانت في زيارة لخالتها المتزوجة في الأردن منذ مدة طويلة كانت تجاور خاله في السكن، وأصر على الزواج منها. بعد الزواج، سكن في عمان من أجلها وترك فلسطين ومن فيها، فأنجبت منه ولدين وعندما حملها الشوق إلى أهلها في الجنوب ذهبت لزيارتهم وتركته وحيداً في عمان. ولفك عزلته قرر أن يسافر إلى بيروت فحجز في هذه الرحلة معنا. والغريب في الموضوع أن الزوجة لا تريد أن ترى زوجها وتحضر من الجنوب اللبناني إلى بيروت ولا الزوج يريد أن يرى زوجته وأولاده ويذهب إلى الجنوب.

بـنـت تـورطـت وتـحـجـبـت

نظرت إلى كل من هم حولها فوجدت معظم من هم في جيلها من البنات قد تحجّبن، واكتشفت لوحدها أن من يُقبل على الزواج من شباب هذه الأيام يشترط أن تكون زوجته محجّبة، ولاحظت أيضاً أن معظم صديقاتها المحجبات قد تزوجن وهي لا زالت تنتظر فارس الأحلام لكنه لم يأت بعد مع العلم أنها تفوقهن جمالاً وثقافة ودلالاً. ومن أجل ذلك كانت قد تحجبت لكنها لم تتزوج فتورطت في الحجاب دون أن تدري وأرادت أن تتخلص منه ولو لثلاثة أيام دون أن ينفضح أمرها على من هم حولها فحجزت لنفسها مقعداً في هذه الرحلة.

إمـرأة شـاخ زوجـهـا قـبـلـهـا

تزوجته شاباً وسيماً غنياً لكن طلبات زوجته الكثيرة جعلته يعمل ليلاً نهاراً كي يستطيع أن يلبي لها مطالبها مما جعله يصاب بمرض السكري مبكراً، ولحق به ارتفاع في ضغط الدم، وبدلاً من أن تعترف زوجته بذلك وتأخذ الحيطة والحذر كانت تنفي وجودهما في حياته، حتى أنها كانت تشكك في صحة التحاليل الطبية فأخذ منه المرض وسامته وصحته ولم يعد يستطع أن يفي بمتطلباتها الزوجية، عندها بدأت هذه الزوجة تتذمر أمامه ليل نهار وتدعي بأنها دُفنت وهي حيّة، كما حملته المسؤلية الكاملة عن ضياع شبابها هدراً، فاضطر أن يستجيب إلى جميع مطالبها مكرهاً وكان آخر طلباتها أن يأخذها إلى لبنان لترى العالم من هناك فكان لها ما طلبت في هذه الرحلة.

إمـرأة تـعـيـش مـع أولادهـا فـي عـمـان وزوجـهـا يـعـمـل فـي الـخـلـيـج

كان زوجها يعمل في إحدى دول الخليج العربي برفقة زوجته وأولاده، وهو لا يعلم أن دول الشرق الأوسط عبارة عن كثبان رملية، فقد هبّت رياح عاتية على دبي أوقعتها في أزمة مالية جرّت غيرها معها، فقامت الشركة التي يعمل بها بتخفيض راتب زوجها إلى النصف فلم يعد قادراً على تلبية حاجات الأسرة المادية هناك، ليقترح على زوجته أن تعيش مع أولادها في عمان ويبعث لها نفس المبلغ الذي يصرفونه هناك. وافقت الزوجة على مضض وعاشت في عمان وحدها، وعندما أرادت أن تروّح عن نفسها بثلاثة أيام في لبنان أحضرت معها إبنها في السادسة من عمره وتركت أولادها الآخرين عند أمها وحجزت معنا في هذه الرحلة المباركة.

زوج وزوجـتـه تـركـوا إبـنـهـم الـوحـيـد فـي عـمـان

هي من بنات هذه الأيام، فهي لا تعرف عن الزواج إلا ما تقوله لها نانسي عجرم، ولا تعرف أن الزواج مسؤولية أكثر منه رفاهية، فألحّت على زوجها أنها تريده وحيداً لبضعة أيام دون أن ينغّص عليها أحد ولو كان ابنها، فقامت بترك ابنها الوحيد عند أمها في عمان وسافرت إلى بيروت مع زوجها ظناً منها أنه سيعيق حركتها ويخفف من حب زوجها لها  لو أحضرت ابنها معها إلى لبنان، ولم يعترض زوجها على فعلتها تلك فطلباتها عنده في حكم الأوامر. بعد انقضاء الليلة الأولى في لبنان تذكرت ابنها فأنّبها ضميرها على ما فعلت فكانت كلما رأت طفلا صغيراً في عمر ابنها تتذكر ابنها فتدخل في نوبة بكاء.

زوجـة مـقـاول إسـكـان

ترك مهنته الأصلية بعد أن كانت محببة إلى نفسه لأنها لم تعد تفي بمتطلبات زوجته، وتحول إلى مقاول إسكان، وبعد أن بنى عمارة سكنية لم يشتر منه أحد، فوعد زوجته إذا بيعت هذه العمارة أن يسافر معها إلى بيروت ليعوضها عن جلوسها في البيت وحيدة لمدة طويلة، وأخيراً بيعت هذه العمارة لكنه انشغل في بناء غيرها، ونسي وعده لزوجته. وعندما طالبته بأن يفي بوعده اضطر أن يرسلها مع أمها إلى لبنان فهو منشغل في بناء العمارة الثانية ولا يستطيع تأجيل وعده لزوجته، فحجزت وسافرت معنا في هذه الرحلة برفقة أمها.

بـحـبـك يـا لـبـنـان