التقوى التي أرادها الله


1_1
دستورنا

خلق الله الناس جميعاً من ذكر وأنثى ولم يُفضّل أحدًا منهم على آخر إلا بالتقوى والعمل الصالح إلا أن كثيراً من الناس فهموا أن التقوى والعمل الصالح تكون بالإكثار من العبادات وآداء الصلوات في وقتها وتعدد الحجات والعمرات فحسب ونسوْا أو تناسوْا أنّ التقوى تكون في الاستخدام الأمثل للعقل الذي خلقه الله للإنسان وأحاطه بجمجمة عظمية كي يصعب الاستيلاء عليه أو توجيه بسهولة من قبل الآخرين.

f948df05c1b056f7e5688913208847ec
جنة الدنيا

إن من لا يستخدم عقله لن يستطيع أن يكتشف ما خلقه الله له من جمال رباني على هذه الأرض فالعين وحدها لن تستطيع أن تميز هذا الجمال أو تستمتع به أو تتذوقه إذا لم يحركها عقل نيّر مُفكر  ومن لا يستخدم عقله لن يستطيع أن يقول كلمة حق عند سلطان جائر ولا أن يأمر غيره بمعروف أو ينهاه عن منكر ولا أن يطلب حقاً له كان قد سلب منه وهو في غفلة من أمره ولا أن يطلب أو يطالب بتحقيق العدالة بين جميع الناس ولا أن يطلب أو يطالب بتحقيق المساواة بين البشر. 

imagesCAIJTF04
احترام الآخر

ومن لا يستخدم عقله لن يستطيع أن يستقبل ما يقوله الآخر وبالتالي سوف لن يعترف به ولن يحترمه ولن يقبله شريكاً له في هذه الحياة الدنيا فيكون بذلك أبعد الناس عن التقوى التي أرادها الله للناس ومن لا يستخدم عقله لن يستطيع أن يُميز بين الخير والشر أو بين الحق والباطل وبالتالي سوف لن يساعد غيره في تحويل الأرض التي يعيشون عليها إلى جنة كما أراد الله منه ومن لا يستطيع تحويل أرضه إلى جنة في الدنيا سوف لن يفهم أو يُقدّر الجنة الربّانية الموعودة.

imagescaj2yp2j
التعاون بين الناس كفيل بتحويل الأرض إلى جنة

إذا فهم الناس التقوى على حقيقتها وكما أرادها الله لهم سرعان ما يكتشفوا بسهولة أن تحويل أرضهم إلى جنة لن يكون إلا بالتعاون فيما بينهم لإقامة وترسيخ قيم العدالة والمساواة واحترام الآخر فالله كان قد وعد كل من يُحاول تحويل أرضه إلى جنة في الدنيا أن يُدخله جنات تجري من تحتها الأنهار في الآخرة كي يجد فيها ما افتقده في جنة دنياه أما من لا يتذوق طعم الجنة في الدنيا فستكون جهنم أقرب له من الجنة فيكون بذلك قد خسر الدنيا والآخرة معاً.

أرض الشنانير

أضف تعليق