بينما كنت أسير في أحد شوارع العاصمة الأردنية عمان وإذ بطفلة صغيرة لا يتجاوز عمرها العشر سنوات ترتدي ملابسها العادية وفوقها حجاب يغطي رأسها وكتفيها وجزءاً كبيراً من صدرها وتحيط جسمها بعباءة سوداء مفتوحة على طول جسمها وتحاول الركوب على دراجتها الهوائية فإختلط عليها الأمر أهي طفلة صغيرة تريد أن تلعب وتلهو وتتحرك وتحاكي الفراشات أم هي امرأة كبيرة في السن كما كانوا قد أفهموها وتريد أن تدخل الجنة عن طريق حجابها؟.

إن ما كانت تلبسه هذه الطفلة الصغيرة البريئة من ثياب كان يمنعها من اللعب والقفز والحركة فتارة تمسك بثوبها خوفاً من أن ينكشف جزءاً من رجلها عندها قد يراها الناس وتدخل النار من وراء تلك النظرة وتارة تُعدّل من حجابها خوفاً من أن ينكشف شعرها على المارة فتدخل جهنم وتارة تمسك بدراجتها الهوائبة خوفاً من أن تسقط على الأرض وقد يتضرر جسمها وعليها أن تختار في كل لحظة هل هي في خريف العمر تنتظر الجنة وتخاف من جهنم؟أم هي طفلة في مقتبل العمر جسمها يحتاج إلى نشاط والنشاط يحتاج إلى حركة لكن ملابسها تمنعها عن هذه الحركة؟فما كان مني إلا أن شفقت على هذه الطفلة البريئة بعد أن تخيلتها وهي بين زميلاتها الطالبات في المدرسة. 

الدنيا حكايات