ليس كل ما يعرفه الإنسان في هذه الحياة هو حقيقة مطلقة، وليس كل ما يجهله هذا الإنسان ليس بحقيقة. لهذا على الإنسان أن لا يبوح بكل ما عنده من آراء ومعتقدات خاصة به للناس أجمعين على أنه حقيقة مُسلّم بها، لأن بعض الآراء والمعتقدات التي يؤمن بها أصحابها قد تكون أجمل لهم ولغيرهم من الناس لو بقيت محبوسة في عقولهم مجهولة للناس، وذلك لأننا كبشر تزعجنا الحقيقة ويفرحنا الوهم.

وأكبر مثال على ذلك هو ما حصل مع الأديب الكبير عباس محمود العقاد عندما كشف عن ما بداخله للناس عن المرأة على أنه حقيقة مُسَلّم بها، وما أعلنه على الملأ بأنه عدو لهذه المرأة لأسباب كان قد اكتشفها بنفسه ولنفسه. فمثل هذا الموقف كان قد أكسبه عداوة المرأة وما أن علمت المرأة بذلك حتى قلبت حياته إلى جحيم دون أن يدري فلو أنه لم يتخذ مثل هذا الموقف الحاد من المرأة ولم يعلنه على الملأ لعاش حياته مثله مثل بقية خلق الله.
