
جيل القرن الماضي كان فيه أناس مبدعون عاشوا حياتهم وماتوا للأسف مغمورين فهم أقل ما يقال عنهم أنهم كانوا كمن رقص في العتمة فلم يكن في زمانهم نت أو فيسبوك أو تويتر لينشروا عليها إبداعاتهم السابقة فلو قارناهم مع جيل هذه الأيام لعرفنا مقدار الظلم الذي كان قد وقع عليهم ففي هذه الأيام مثلاً لو قام شخص وقلى لنفسه بيضة ليأكلها لوجدت الكثير من الناس قد تطوعوا وقاموا بنشر هذه البيضة وهي مقلية على الفيسبوك ولنالت الكثير من الاعجابات والمشاركات ولوجدت الكثير من الناس قد تغزلوا في هذه البيضة وفي صاحبها أو صاحبتها وفي طريقة قليها وطريقة أكلها أيضاً.

ومن هؤلاء الناس الذين ظلموا من الجيل السابق الحاج عمر إبراهيم العنق من قرية مزارع النوباني وهذا الرجل بشهادة الجميع أبى إلا أن يكون متميزاً في كل شيء في أخلاقه وفي سلوكه وفي أعماله فكان مثلاً يُحتذى في الكرم والجود وصلة الرحم والخلق الكريم السمح عندما كان يستقبل الناس في عليته وكان يعطي كل ذي شخص حاجته وفوق كل ذلك كان قد تميز على غيره من الناس في صناعة الصابون فهو لم يكتف كغيره من الناس بصناعة الصابون التقليدي بل ابتكر صابوناً جديداً كان الناس قد أطلقوا عليه اسم الصابون الممسك أي ذو الرائحة الزكية ولم يكتف بذلك بل قام بتغيير لون الصابون واستطاع أن يلون فلقة الصابونة بألوان مزركشة لتبدو وكأنها لوحة من الفسيفساء.

ولم يكتف الحاج عمر إبراهيم العنق بذلك بل استطاع أن يغير من شكل ولون ورائحة وحجم فلقة الصابون العادية المتعارف عليها بين الناس من متوازي مستطيلات يصعب الإمساك بها باليد إلى أشكال وأحجام مختلفة فكان منها الشكل الكروي وسهل بذلك حملها باليد عند استعمالها ولم يكتف بذلك بل جعل من فلقة الصابون تحفة منزلية بعد أن صنعها على شكل حبات الفواكه المختلفة مثل حبة تفاح أو حبة إجاص وغير ذلك.
