- (حلاج فلسطين)
- (إحذر ثم احذر)
- (بشو صافني حبيبتي)
- (حيو معي جيفارا وحفيدته)
- (منظر فلسطين من شمال الأردن)
- (إلى كل من أخرجتهم من حياتي)
- (طب الجرة على ثمها بتطلع البنت على امها)
- (غزة تهمس في آذان الرفاق)
- (يا محلاهم أول ما عرفناهم)
- (اعرف عدوك الصهيوني)
- (الكف والمخرز)
- (تعلموا يا عرب)
- (ماذا تفعل يا أبي؟)
- (بدها شويـــة ضميـــر)
- (ورود وأشواك)
- (نخل أريحا)
- (حمام فلسطين)
- (حكمة اليوم)
- (فقط في عالمنا العربي)
- (للأذكياء فقط)
- (زيارة الأولاد لأهلهم في هذه الأيام)
- (الطائرة الفلسطينية الوحيدة التي تجثم على أرض فلسطين)
- (أول الرقص حنجلة)
- (رزق الهُبُل على المجانين)
- (واحسرتاه عليك يا وطن)
- (يا حيف عليك يا سوريا)
- (اللهم اغسله بالماء والثلج والبَرَد)
- (كَبِّرُوا عُقُولَكُم يَا عَرَبُ)
- (مجانين في اليابان)
- (كشفت لي الحياة)
- (المرأة قبل وبعد الزواج)
- (أمانة العاصمة بين قرنين)
- (من هو قـاتـل أبـيـه؟)
- (أصبحنا نكتب ما نحكي)
- (لا تغضب والديك كي تُرضي الآخرين)
- (امتحان حساب لسكان العاصمة عمّان)
- (أيهما نُصدق؟)
- (بركات الحاجة بركة)
- (الحامل أصبح محمولاً)
- (احتج الشُباك على صاحبه في مدينة عمان)
- (يا صبحة هاتي الصّنيّة)
- (عَـلّـمْ وَلَـدَكْ عن أمريك)
- (عندما رأتهم والدتهم في هذا الوضع قالت لهم)
- (إعلان من إدارة السير للمواطنين الكرام)
- (تنزيلات آخر الموسم)
- (الحبّ في عمان الغربية)
- (رسالة إلى الخليفة عمر بن عبدالعزيز)
- (فوق النا خل)
- (حكم النساء على النساء)
- (ليش يا أمانة ضاويين الشوارع بالنهار؟)
- (أمة بلا قدوة كشجرة بلا قمة)
- (مين اللي كسر مزراب العين؟)
- (الشعب يريد انهاء الاحتلال)
- (وين رايح يا حاج)
- (إنت فاهم غلط)
- (إعلم يا رعاك الله)
- (دموع الشجر)
- (خبر عاجل)
- (صوّرني)
- (مصير كل من يتكلم ولا يستمع لغيره)
- (الربيع العربي)
- (تعديل بسيط على أغنية الحور العتيق)
- (إذا ذبحتم فأحسنوا الذبح)
- (معئول أم معقول)
- (صدق من قال)
- (أخبروا المتنبي)
- (الجبرتي يصف أهل عمان في هذه الأيام)
- (درّسنا وما درّسنا)
- (بقايا حفلة سمر إجبارية لأهل الحيّ)
- (أزمة مياه في عمّان)
- (سألوه فأجاب)
- (عدم تشكيل الكلمات)
- (كاس لكل الناس)
- (إعلانات شركات تسويق الحج والعمرة)
- (سهل حوران)
- (ترقيم الشوارع في مدينة عمان)
- (مواطن حوّل الرصيف إلى حديقة خاصة)
- (ولّـعـت)
- (أحمد الفلافل)
- (نشر الغسيل)
- (تجار الدعاية)
- (لسان حماتي)
- (عندما لا نجد ما نختلف عليه)
- (رسالة إلى كل البعيدين عني)
- (اكتشفوا مضار التدخين السلبي للسجائر)
- (من مكملات حياتنا اليومية هذه الأيام)
- (حبيبته ماما في حاوية القمامة)
- (مطعم أبو جبارة)
- (أَيُّوب فِلَسْطِين)
- (Message to the God)
صُور أعجبتني
حوار
حوار مع شيخ حلبي

في صيف عام 1971 دعاني أخي الأكبر لزيارة دولة الكويت حيث كان يعمل ويقيم هناك بينما أنا كنت طالباً في جامعة حلب آنذاك وما أن وصلني منه كرت الزيارة الذي سيسمح لي بدخول دولة الكويت حتى توجهت على الفور إلى إحدى مكاتب السياحة والسفر في شارع البارون في مدينة حلب وقمت بحجز مقعد لي بأول سيارة متجهة من حلب الشهباء إلى دمشق الفيحاء وما أن همّت السيارة على الانطلاق حتى جلست في المقعد الخلفي بجانب الشباك كي أمتع نظري بما يراه الناظر من معالم على الطريق بين حلب ودمشق.

لكن شيخاً حلبياً استطاع أن يحول بيني وبين رؤية هذه المناظر الجميلة عندما جلس على يساري وكان يرتدي الزي الحلبي التقليدي بعد أن بادرني بسؤال لم أكن أتوقعه حين قال:عرّفني بنفسك يا بنيّ فالطريق إلى دمشق طويل ومُملّ وإذا لم نتغلب عليه بالحديث وبالحوار غلبنا بالنوم والنعاس فقلت له:أنا طالب من الأردن أدرس الرياضيات في جامعة حلب قال:هذا لا يكفي يا بنيّ أريدك أن تكون من مدينة رام الله التي أحبها وأحب أهلها كثيراً.

وبعد أن سمعت من هذا الشيخ ما قاله أحببت أن أداعبه وأتكلم معه بلهجته الحلبية البحتة فقلت له:عجب خاي قال:لأن لي فيها صديق عزيز لو تعلم يا ولدي كيف تصادقنا؟فقلت له بشئ من الاهتمام بما سيقوله أكثر:وكيف كان ذلك يا شيخنا؟وفي أيّ سنة؟فقال:في سنة 1960 فكرت أن أذهب إلى مدينة القدس بسيارتي لأقدس حجتي فقلت له:آسف يا شيخنا على مقاطعتك فأنا لم أفهم ما قلته أخيراً؟فقال لي بشئ من الحدية:معك حق يا ولدي أن لا تفهم ما قلت فهذا المصطلح خرج ولم يعد إلى لغتنا ثانية ومع هذا عليك أن تفهم أن الناس في الماضي كانوا إذا أدوا فريضة الحج يذهبوا على الفور إلى مدينة القدس ليقدسوا حجتهم ومن منهم لا يذهب إلى هناك فحجته كانت تعتبر ناقصة أما في هذه الأيام يا ولدي فقد تنازل المسلمون عن قدسهم ولم يعد أحداً منهم يعتبر زيارتها من متممات الحج.

فقلت له:آسف يا شيخنا إذا كنت قد ذكرتك بالذي كان قد مضى والآن تفضل وأكمل لي قصتك فأنا لن أقاطعك مرة أخرى فأكمل الشيخ كلامه حيث قال:وعندما وصلت مدينة رام الله ضللت طريقي هناك فرأيت خياطاً يجلس في دكانه وبجانبه صبيّ يساعده فسألته عن الطريق إلى القدس بعد أن وقفتُ بسيارتي أمام دكانه فترك الخياط ما بيده وتقدم نحوي قليلاً وقبل أن يجيبني على سؤالي سألني عن بلدي فقلت له:أنا من مدينة حلب فقال:أهلاً وسهلاً بكم في رام الله سأرسل معك هذا الصبيّ ليدلك على الطريق إلى المسجد الأقصى وما حوله بشرط أن تردّه لي سالماً.

وافقت الرجل على طلبه وشكرته وانطلقت مع الصبيّ إلى مدينة القدس وعرّفني الصبيّ على أماكن ما كنت لأعرفها بدونه وفي المساء أعدت لهذا الخياط صبيّه وشكرته وهممت بالانصراف وإذا به يقول لي:أنا أعطيتك الصبيّ كي أضمن رجوعك عندي لتكون ضيفي هذه الليلة وأصرّ على استضافتي في بيته وأنهى الشيخ كلامه بقوله:هكذا كان الناس يا ولدي يشعرون مع بعضهم البعض ويكرمون ضيوفهم ويتعاطفون مع الغريب.

قلت:الطيب لا يرى إلا طيباً مثله ياشيخنا ففي السنة الماضية حضر ابن عم لي لزيارتي هنا في حلب دون سابق انذار ودون أن يعرف عنواني وما كان منه إلا أن أشار بيده إلى سيارة تكسي وعرض عليه مشكلته فقام سائق هذا التكسي بتوصيله إلى اتحاد الطلبة الفلسطينيين في حلب لأتهم الأقدر على حل مشكلة ابن عمي ورفض هذا السائق الحلبي أن يأخذ منه أجراً مقابل ذلك عندما علم أنه غريب ومن الأردن وقال له:أنت ضيف علينا هنا في حلب وعملتك لا تصرف في بلدنا.

وبعد هذا الحوار المتبادل بيني وبين هذا الشيخ المتنور قلت بيني وبين نفسي:أنا أعلم الكثير عن سيف الدولة الحمداني مؤسس إمارة حلب الكبرى التي كانت تضم معظم شمال سوريا وعن الشاعر الكبير أبي فراس الحمداني وفروسيته وعن المتنبي العظيم وعلوّ همّته وعن البطل سليمان الحلبي ووطنيته ومقارعته للإستعمار وعن إبراهيم هنانو ومقاومته للاستعمار الفرنسي لكنني أريد أن أستقي معلوماتي من أفواه الناس البسطاء لا من الكتاب المُسيّسين فوجدتها فرصة سانحة لي كي أستزيد من شيخنا هذا عن مدينة حلب وأهلها الطيبين.

فقلت:لماذا يا شيخنا سُميت مدينة حلب بهذا الاسم؟قال:كان يا ولدي رجل تقيّ ورع يسكن في هذا المكان ويملك بقرة شهباء يحلبها على فترات متباعدة ليعطي الفقراء والمساكين حقهم من حليبها وتعوّد عليه الناس وأصبحوا ينتظرون موعد حلبها وما إن يحن هذا الموعد ويبدأ بحلبها حتى يصيح من يراه قائلاً:أيها الناس لقد حلب الشيخ بقرته الشهباء هلمّوا لشرب الحليب ومن هذه الكلمات أخذت حلب اسمها واختصر نداؤه هذا على حلب الشهباء ليستقر الأمر على كلمة واحدة حلب أفهمت يا ولدي؟أعجبت بإجابة الشيخ واسترسلت في حواري معه.

فقلت:وما سرّ انتساب الفستق إلى مدينة حلب يا شيخنا؟قال:نحن يا ولدي نزرع الفستق كما تزرعون أنتم الزيتون في بلادكم قلت:وهل نستطيع أن نزرعه في بلادنا؟قال:لماذا يا ولدي تزرعونه وأصوله موجودة عندكم؟قلت:لا أفهم وضح لي أكثر لو سمحت فقال:بلادكم يا ولدي ملأى بأشجار البُطم لكنكم تقطعوها أو تهملوها فشجرة البطم هي الأصل لشجرة الفستق الحلبي وعليه يمكن تطعيم أشجار البطم عندكم بالعين أو بالقلم وتتحول بلادكم إلى غابات من الفستق الحلبي بدلاً من غابات البطم الحالية.

ولا تنس يا ولدي أن شجر الفستق الحلبي فيه الذكر وفيه الأنثى لهذا يجب أن يزرع بكثرة في المكان الذي تودون فيه زراعته كي يلقح بعضه بعضاً قلت للشيخ:وما السر الذي يجعل بعض حبات الفستق الحلبي مشقوقة يا شيخنا؟قال:إن حبة الفستق الحلبي التي ترى أشعة القمر ليلاً تنشق أما الحبة التي تكون مخفية بين الأوراق ولا ترى أشعة القمر تبقى متماسكة يا ولدي.

انتهزت الفرصة أكثر وباغت الشيخ بسؤاله عن الكلاسة فقال:الكلاسة يا ولدي حيّ من أحياء حلب المتواضعة فقلت له:لكنني سمعت يا شيخنا من يُشبّهها بالوردة وما هي بوردة فالأوْلى أن يُطلق هذا الاسم على حي السبيل مثلاً أو على حي المحافظة قال:أهل الكلاسة يا ولدي ناصريون حتى النخاع فهم يحبون الرئيس جمال عبد الناصر لا بل يقدسونه أحياناً فأراد في أحد المرات أن يكرمهم ويرفع من شأنهم عندما سئل جمال عبدالناصر عن الكلاسة فقال قولته المشهورة:الكلاسة وردة في كاسة وذهبت مثلاً وهل بالضرورة يا ولدي أن يتطابق الإسم مع المسمى؟هكذا نحن يا ولدي نرفع من نحب ونسقط من نكره.

قلت:في بلادنا يا شيخنا إذا أراد الناس أن يسخروا من لباس شخص فيشبهونه ببرد حلب فما هي قصتهم؟قال:الجوّ في مدينة حلب يا ولدي متقلب المزاج فقد تخرج من بيتك صباحاً والشمس مشرقة والجو دافئ وعلى ضوء ذلك ترتدي ملابس خفيفة وبعد ساعات يتحول الجو ليصبح بارداً وماطراً فإذا مر أحد الأغراب ورأى الناس بملابسهم الخفيفة فيظنها بهم عادة وبالعكس قد يخرج الناس يوماً من بيوتهم مرتدين ملابس شتوية في الصباح وبعد ساعات تطلع الشمس فيندهش الغريب لو رآهم وهكذا خُيل للكثير من الناس أن أهل حلب يصيفون في الشتاء ويشتون في الصيف وما هم كذلك.

قلت:سمعت ياشيخنا أنكم في حلب في صدد تحويل ملهى المونتانا القريب من الجامعة إلى مسجد فقال الشيخ:صحيح ما تقول به يا ولدي فلا يليق بنا وبجامعتنا أن يكون هذا الملهى في الحرم الجامعي من أجل هذا فقد تداعى أهل الهمّة واشتروا هذا الملهى من صاحبه وحولوه إلى مسجد الفرقان يرفع فيه اسم الله تعالى بدل أن يكون مكاناً للرقص وشرب المسكرات ثمّ أُطلق على هذا الحي فيما بعد حيُ الفرقان وهو اليوم من أهمّ الأحياء في مدينة حلب وأرقاها ومسجده من أشهر المساجد وأحلاها.

قلت:يا شيخنا كنت وأنا صغير في السن وأنا أعيش في بلدي أنتظر مع غيري من الأولاد البائع المتجول الذي يصيح بأعلى صوته كرابيج حلب وكان اسمها يستهوينا قبل شكلها وطعمها فهي قضبان من الخبز تشبه الزلابية لكنها محلاة قال:هذه يابني ليست كرابيج حلب كما يدعون فقد استعاروا اسمها لتسويقها أما كرابيج حلب فهي تشبه حلوى المعمول الذي تصنعونه عندكم في الأعياد لكن نحن نضع بداخله الفستق الحلبي بدلاً من الجوز واللوز.

أراد الشيخ تغيير الموضوع ربما حتى لا يشعر بالجوع فنظر إلى وجهي فرأى آثار حبة فقال لي:أتدري ما الذي أصابك في وجهك يا بني؟قلت:لا أعلم قال:هذه حبة حلب يا ولدي وهي تنشأ بعد لسعة لذبابة موطنها حلب وبعد أن تشفى تترك ندبة مكانها وقد اعتاد الناس عليها وأصبحوا يتفاخرون بها كالخال عندكم وما من غريب يدخل مدينة حلب ويسكنها إلا أن يصاب بها حتى الروس عندما ساهموا في بناء سد الفرات أصيبوا بها.

قلت:يا شيخنا خلال إقامتي البسيطة في سوريا كنت قد لمست فرقاً بين طعم الماء في مدينة حلب وبين طعمه في مدينة دمشق فهل حدسي في محله؟قال:أحسنت يا بني فماء حلب ذكر يساعد الرجال على الفحولة أما ماء دمشق فهو أنثى يساعد الرجال على النعومة لهذا فإنك تجد الحلبي تلازمه سكين حادة تسمى قندرجية ليدافع بها عن نفسه.

قلت:ويهاجم بها غيره أيضاً فقد رأيت رجلان يتصارعا بهذه السكاكين بمهارة فائقة فهو لا يميت خصمه ولا يضربه في أي مكان وإنما يختار المكان الذي يغرس فيه سكينه بعد كر وفر ومراوغة فائقة فهم تماماً يقلدون الديكة في صراعها قال:ما تقوله يا ولدي صحيح لكنه موجود في بعض الأحياء فقط وليس في كلها فحلب تمتاز عن غيرها من المدن العربية بأن القديم يعيش فيها مع الجديد جنباً إلى جنب فستجد بنتاً تتلقف الموضة من فرنسا مباشرة وبنتاً أخرى إذا تزوجت لا تدخل بيت والدها وهي حامل.

في هذه الأثناء بدأنا نقترب أكثر فأكثر من مدينة أطلت علينا من بعيد تحيط بها غابات الفستق الحلبي والتين والزيتون!فسألت الشيخ عنها فقال:هذه معرة النعمان يا ولدي بلد أبي العلاء المعري رحمه الله قلت:أصحيح يا شيخنا ما يقوله عنه الرواة بأنه كان غير مصدق للأنبياء؟قال:نحن يا ولدي بطبعنا نكره المبدع والإبداع!ولكي نقضي على كل مبدع بالضربة القاضية نتهمه إما بالكفر أو بمعاداة السلطان!وعندها لن يجد له ولياً ولا نصيراً في بلاد العربولن تقوم له قائمة فلا تصدق يا ولدي كل ما يقال.

قلت للشيخ:لن أصدق كل ما أسمع يا شيخنا لكنني رأيت بأم عيني في مسجد خالد بن الوليد في مدينة حمص قبران كبيران يتوسطا المسجد أولهما لخالد بن الوليد وثانيهما لولده سليمان وفي احدى زوايا المسجد يوجد ضريح صغير لم أعرف عن صاحبه إلا بعد أن كشفت عنه بيدي فوجدته قبراً لعبدالله بن عمر لا يراه من ينظر إليه من بعيد فقال الشيخ:السلطان في بلاد العرب يا ولدي هو الذي يصنع الأبطال في حياتهم لو أراد وبعد موتهم إن شاء وهو الذي يهمش من يشاء إذا أراد.
