
غالباً ما يكون لبعض الأغاني الجميلة المميزة التي نسمعها في حياتنا اليومية ونطرب لها أشد الطرب (حكاية) قبل أو عند ولادتها لا يعرفها العامة من الناس ولا يعرفوا ما دار في الكواليس قبل أن تولد مثل هذه الأغنية وعلى العموم فإن معرفة (قصة) الأغنية يجعلنا نتفاعل معها أكثر فتزداد جمالاً فوق جمالها ومن بين هذه الأغاني التي كان لولادتها حكاية طريفة أغنية (سمرا يام عيون اوساع والتنورة النيلية) للسيدة (فيروز) وهذه الأغنية من تلحين (الأخوين رحباني) وكلمات الشاعر اللبناني الغنائي الزجال الشعبي (زين شعيب).

أما حكاية هذه الأغنية فمن المعلوم أن المطربة الكبيرة فيروز (مُقلة) في غنائها لغير الأخوين رحباني ونادراً ما كانت تغني لغيرهما وفي أحد الأيام التقت هذه السيدة فيروز مع الزجال الشعبي زين شعيب في أحد الأماكن العامة فوعدها بأغنية تليق بها بشرط أن تزوره هي وزوجها في بيته وبعد مضي فترة من الزمن تلت هذا اللقاء تذكرت السيدة فيروز وعد الشاعر زين شعيب لها ومن باب حب الإستطلاع ليس إلا أخذت معها زوجها عاصي الرحباني وذهبت لزيارته في بيته.

وتشاء الصدف أن فيروز كانت ترتدي في ذلك اليوم (تنورة نيليّة) وعند وصولها هي وزوجها لم يكن إستقبال الشاعر الغنائي زين شعيب لهما يليق بهما فقد وجدا بيته عامراً بالزوار وعندما دخلا عليه البيت لم يجدا لهما مكاناً للجلوس فعاتبته السيدة فيروز بنوع من التحبب وكان هذا العتاب على شكل سؤال إستنكاري يقول فيما هو معناه:أين سنجلس يا زين؟فلقطها الفنان زين شعيب على الفور بحرفية الشاعر وتجربة المتمرس في الحياة وأجابها على الفور وبدون تفكير: سمرا يام عيون وساع والتنورة النيلية مطرح ضيّق ما بيساع رح حطك بعينيي.
