ونهض طائر الشنار الغوري من مكانه وقال: أنتم يا سادة يا كرام الشنانير، نسيتم أو تناسيتم، أن الطاووس الألماني على خلاف مع الصقور جميعها، وطبقاً للقاعدة التي تقول: عدو عدوي صديقي، عليكم أن تقيموا علاقة مع هذا الطاووس، كي تسهلوا على أنفسكم الطريق، فالطاووس لا يحتاج إلى إقناع في الدفاع عنا. فتدخل أحد الشنانير في الحال وقال: لكن الطاووس متورط مع الثعلب البريطاني، والذئب الفرنسي، والنسر الأمريكي، في حرب ضروس، فأجابه طائر الشنار الغوري دون تفكير: لهذا سندعوا للطاووس بالنصر بعد كل صلاة، لأن الدعاء واجب شرعي علينا أولاً، فنسقطه من فروضنا، ويستفيد منه الطاووس ثانياً، وبهذا نكون قد أضفنا إلى ميزان حسناتنا حسنات، دون أن نتعب، مثلنا مثل مسلمي هذه الأيام، فهم قد جعلوا الدعاء لمن يريد الحسنات منهم، دون أن يعمل.
وقبل أن ينتهي طائر الشنار السهلي من كلامه هذا، حتى ردّ عليه طائر الشنار الرملي فقال: إن الدب يا سادة يا شنانير، رغم بعده المكاني عنا، يبقى عدو لدود لديننا وملتنا قبل أن يكون عدواً لنا، فلا يمكن لهذا الدب أن يساعدنا في حربنا هذه مع الصقور، وأضاف قائلاً: إني أرى جازماً، أن خير صديق لنا في هذه الأيام، وحتى في الأيام القادمة أيضاً، سيكون هو النسر الأمريكي، ملك الطيور جميعاً، في الماضي، وفي الحاضر، وفي المستقبل، وأريد أن أزيدكم من الشعر بيتاً: لا يوجد أحد على هذه الأرض، يستطيع وقف عدوان الصقور علينا، إلا ذلك النسر الأمريكي.
أعطيناهم قمم جبالنا العالية واكتفينا بالصحاري
لهذا فأنا أرى، أن ندعوا هذا النسر الأمريكي الجبار للغداء، على أحد مناسفنا العربية، التي تليق به، وبمقامه كملك للطيور، ونعده بأن نعطيه كل قمم جبالنا العالية، ونبقى نحن بلا جبال، ونكتفي بالصحارى والهضاب، فهي التي تليق لنا وبمضاربنا، وبعد هذا الغداء الفخم، نطلب منه الدفاع عنا، وعن أرضنا، وحمايتنا من هذه الصقور المعتدية، فأنا أعتقد، بأنه لن يتوانى، ولو للحظة واحدة، عن تقديم خدماته الجليلة لنا، ومساعدتنا في حربنا مع أعدائنا الصقور، بعد أن نعده بأن نعطيه كل ما نملك، من جبال عالية، فهي لم تعد تفيدنا بشئ.