يروي الأستاذ الشاعر محمد علي طه زميل الشاعر الفلسطيني الكبير الراحل محمود درويش عن حياته في المدرسة الإبتدائية الأولى عندما كانت تضمهما معاً هو ومحمود درويش في مقالة له بعنوان (طائرنا الأخضر) فيقول: سألني صديقي الشاعر محمود درويش ذات مرة بينما كنا نجلس معاً في مكتبه بحي خليل السكاكيني بالقاهرة فقال: كم طالباً كُنّا في الصفّ ونحن في المرحلة الإبتدائية يا محمد؟ فأجبته على الفور: كنا ثلاثة وعشرين طالباً في الصف لكن لم هذا السؤال يا صديقي؟ولم تسأله لي الآن؟ فقال لي محمود درويش وهو مبتسماً: هناك أكثر من ثلاثة آلاف شخص يقولون أنهم كانوا من طلاب صفي في المرحلة الإبتدائية فأجابه صديقه محمد علي طه على الفور وقال له: الناس دائماً مع الحيط الواقف يا صديقي.
كانت أسرة المرحوم أبو إياد (الرجل الثاني في حركة فتح) قبل اتفاقية (كامب ديفد) الشهيرة تقيم في القاهرة وعندما اعترضت حركة فتح على هذه الإتفاقية غضب الرئيس (أنور السادات) منهم وقام بطردهم من مصر، وعلى إثرها أحضر أبو إياد أسرته لتقيم في الكويت، أما إبنه (إياد) فقُبل طالباً في ثانوية عبدالله السالم حيث كنت أعمل مدرساً للرياضيات. وبعد أن ذهب إياد لفصله الجديد وجد فيه مدرس الرياضيات، والذي هو من أصل فلسطيني، يشرح لطلابه نظرية (فيثاغورس).
المرحوم صلاح خلف (أبو إياد)
قام إياد بقرع الباب كي يسمح له المعلم بالدخول، لكن هذا المعلم كان منهمكاً في الشرح فلم ينتبه له فذكّره أحد الطلبة بوجود طالب جديد يقف على الباب، وعلى الفور سأل المعلم هذا الطالب عن اسمه دون أن يرى شكله فقال له الطالب: اسمي إياد صلاح خلف، وأكمل المعلم: طيب فهمنا، وماذا يعمل والدك؟ وهنا أوقع هذا المدرس طالبه في حرج كبير، فاحمرّ وجه الطالب من هذا السؤال غير المتوقع، ورأى أن يجيب معلمه بجواب غير متوقع مثله، فقال له الطالب: أنا أعيش هنا عند عمي، وليس عند والدي وبعد برهة من الوقت تذكر هذا المعلم أنصلاح خلف هو نفسه أبو إيادوأن هذا الطالب الذي يقف أمامه هو إياد نفسه بشحمه ولحمه. وللخروج من هذا الموقف الساذج أنحى الأستاذ باللائمة على فيثاغورس، وحمّله مسؤولية ما حدث. وبعد انتهاء الحصة حضر هذا المعلم إلى غرفة المعلمين وحدثنا بما كان قد حدث معه في الفصل.