في الكويت إكتشفوا أنها فلسطينية فأبعدوها


untitled
هذه المعلمة الفلسطينية ممنوعة من دخول الكويت 

وتكررت زيارات (أم هبة) إلى أهلها في الأردن والكويت، كان آخرها في شهر آب من هذا العام 2015، وهداها الله في هذه المرة، أن تزور أهلها في الأردن أولا، ثم تذهب لزيارة أهلها في الكويت. بعد ذلك، ومن هناك تغادر إلى مكان إقامتها أستراليا، وما أن نزلت في مطار الكويت، وأعطت الموظف المسؤول جواز سفرها الأسترالي ـ كعادتها في كل مرة ـ لفت نظره على الفور، أن صاحبة هذا الجواز عربية، فعليه أن يدقق فيه أكثر، وبعد التدقيق، وجد أنها كانت معلمة فلسطينية سابقة في دولة الكويت، فعليه أن يدقق فيه أكثر، فلربما كانت هذه المعلمة، هي السبب في غزو العراق للكويت، وبعد أخذ ورد مع حاسوبه المخابراتي، وجد أن هذه المعلمة (ممنوعة) من دخول الكويت، على الرغم أنها تحمل جواز سفر (أسترالي).

untitled
وقضت ليلتها في المطار وفي اليوم التالي قاموا بتسفيرها 

فقال لها: أنت ممنوعة من دخول الكويت، ولا تسأليني عن السبب؟ وعليك أن تعودي من حيث أتيت، وعليك أن تنتظري هنا في المطار، أقرب طائرة مغادرة إلى عمان، كي تعيدك إلى المكان الذي قدمت منه. ولم يشفع لهذه المعلمة السنوات الطوال التي قضتها في تعليم بنات الكويت، ولم يشفع لها حبها للكويت، حتى بلغ درجة (التعصب)، حتى أننا في يوم من الأيام، كنا نُلحق إسمها بآل الصباح، عندما كنا  نود مخاطبتها، قبل وبعد حرب الخليج، لأنها كانت تدافع عن الكويت، أكثر من الكويتيين أنفسهم، وقضت ليلتها في غرفة من غرف المطار، دون طعام أو شراب، وفي اليوم التالي، قاموا بتسفيرها إلى عمان.

20121022126RN57

وعندما رأيتها بعد عودتها من مطار الكويت ـ وليس من الكويت ـ شفقت على حالها، فقد كانت في حالة مزرية يُرثى لها، وقالت بصوت مبحوح: الحمد لله أنني سافرت للكويت من عمان، وليس من أستراليا، وإلا كانوا قد أعادوني إلى أستراليا ثانية، وأكملت كلامها بصوت حزين: اللي بشوف مصيبة غيره، بتهون عليه مصيبته، فقلت لها: حدثيني أكثر عن مصيبة غيرك، التي إستطاعت أن تُهوّن عليك مصيبتك.

untitled
احتارت زوجته بين أن ترى إبنها أو تبقى مع زوجها المقعد 

فقالت بشئ من الحسرة والندم: التقيت في غرفة الإبعاد، برجل تربوي معروف، لكل من عاش على أرض الكويت قبل حرب الخليج، كان قد قضى عمره مدرساً، وموجهاً للرياضيات في مدارسها، وهو الآن مُقعد يجلس على كرسي متحرك، ويحمل جواز سفر أمريكي، وكان قادماً من القاهرة، ومعه زوجته، لزيارة إبنه الذي يعمل في دولة الكويت، وهناك سمحوا لزوجته بالدخول، ولم يسمحوا له، وإحتارت زوجته بين أن تدخل الكويت لترى إبنها، وبين أن تبقى مع زوجها المقعد في غرفة الإبعاد، وإختارت أن تبقى مع زوجها، وقضينا ثلاثتنا تلك الليلة، نادمين على ما كنا قد قدمناه للكويت في شبابنا، وفي اليوم التالي أعادوه وزوجته إلى القاهرة، وأعادوني أنا إلى عمان، وكنا ثلاثتنا  نغني: بلاد العرب أوطاني من الشام لبغدان

الكذبة الكبرى

وأعطوهم وثائق سفر فلسطينية متنوعة


images1ygfm3y5
وأعطوهم وثائق سفر فلسطينية متنوعة

ومن شدة حب الحكام العرب بالفلسطينيين وأولادهم وأحفادهم الذين حلوا ضيوفاً على بلدانهم قاموا بصرف وثائق سفر صنعت خصيصاً لهم سموها وثائق سفر فلسطينية (ما عدا الأردن) وهذه الوثائق لا تصلح للسفر ولكنها تصلح فقط لزيارة القبور والمقابر زد على ذلك أن هذه الوثائق المقدسة التي كانوا قد استحدثوها لهم خصيصاً لا تسمن ولا تغني من جوع ولا حتى تفي بغرض السفر الذي وجدت من أجله بل عملت هذه الوثائق على حبسهم في مخيماتهم لا أكثر ولا أقل.

11140307_10206723930921975_1041279287096579724_n
طالبوهم بواجبات المواطنة دون أن يكون لهم أية حقوق 

ومن الحكام العرب من حرّم على الفلسطينيين المقيمين على أرضه حق العمل فيها بحجة أن الأولية في العمل لمواطنيهم ولم يكتفوا بذلك بل طبقوا عليهم المثل العربي الذي يقول: لا بدي أرحمك ولا بدي أخلّي غيري يرحمك بعد أن سحبوا اعترافهم بالوثيقة التي كانوا قد أصدروها لهم عندما رفضوا تجديدها وهم بذلك قد منعوهم من دخول هذه البلدان التي كانت قد أصدرتها لهم لا بل كانوا ولا زالوا يطالبونهم بواجبات المواطنة دون أن يكون لهم أية حقوق في البلدان التي استضافتهم. 

الكذبة الكبرى

لكن هبة أفشلت توقعات قادة العدو


p-106-b
بقايا قرية بربرة

وكان جدّ هبة لأبيها من قرية (بـربـرة) أما جدّها لأمّها فهو من بلدة (المجدل) وكلتاهما بلدتين محتلتين منذ عام 1948 لكن والدها وجد نفسه يعيش في مدينة غـزة بعد النكبة مباشرة وحمل وثيقة سفر فلسطينية صادرة من جمهورية مصر العربية أما والدتها فقد وجدت نفسها تعيش في دولة الكـويـت وتحمل نفس وثيقة السفر المصرية وبعد أن ضاقت غزة بمن فيها بعد حرب حزيران انتقل والدها ليعمل مُدرّساً للرياضيات في دولة الكويت مع غيره من المدرسين الذين قدموا للكويت بعد النكسة وهناك تعرّف على أمّها التي كانت تعمل مُدرّسة في مدارس الكويت أيضاً وتزوّجها وكانت ثمرة هذا الزواج ثلاث بنات وولد واحد كانت هبة أصغرهم سناً وعندما كان أحد يسأل هبة عن بلدها كانت تجيب: أنا فلسطينية من (بربرة) أخوالي من (المجدل) لكنني ولدت في (الكويت) وأعيش في (أستراليا).

الكذبة الكبرى

هبة من الجيل الثالث للنكبة


untitled106
غولدمائير رئيسة وزراء سابقة للعدو الصهيوني

هبة من الجيل الثالث للنكبة هذا الجيل الذي ورث الوثيقة الفلسطينية العتيدة عن آبائه وأجداده بكل همومها ومشاكلها وتناقضاتها دون أن يكون لهذا الجيل يد في ذلك ودون أن يستشار أو يؤخذ رأيه في الحصول عليها أو رفضها وهذا الجيل هو من توقعت له غولدمائير رئيسة وزراء العدو الصهيوني السابقة أن ينسى وطنه فلسطين بمن فيها بعد أن يموت الكبار وينشغل الصغار بحياتهم اليومية الشاقة التي سيقضوها في بلاد اللجوء باحثين عن لقمة العيش في البلاد العربية بعد أن يمنعوهم من مزاولة أعمالهم ويمنعوهم من مغادرتها وهم بهذا لن يعطوا الفرصة للتفكير في فلسطين!.

الكذبة الكبرى

وبدأ الفلسطينيون ينتظرون العودة والتحرير


untitled
وبدأ الفلسطينيون ينتظرون العودة والتحرير

وبدأ الفلسطينيون ينتظرون العودة الميمونة متحملين قساوة الحياة وشظف العيش الذي قيل لهم عنه بأنه مؤقت وكما فُهّموا من قبل الساسة العرب وانطلت هذه اللعبة على الكثير منهم فمنهم من مات في مخيمه دون أن تطأ قدماه أرض المدينة المجاورة وهو بانتظار عودته إلى أرضه ومنهم من حرّم على نفسه السفر إلا إلى وطنه فلسطين ومات دون أن يسافر ومنهم من أجل فريضة الحج والعمرة إلى ما بعد تحرير فلسطين ومنهم من مات دون يزر ابنه بعد أن علا شأنه وأقام في المدينة بحكم المهنة. 

الكذبة الكبرى

كلمات حق يراد بها باطل


1403713411_samri_2

سمع الفلسطينيون نصيحة الحكام العرب لهم بألا يذوبوا في محيطهم العربي ويسكنوا المدن لأنهم إن فعلوا ذلك فإنهم سينسون بلادهم فلسطين فكانت هذه النصيحة كلمات حق يراد بها باطل ولكنها على الرغم من ذلك كانت قد انطلت على الكثير منهم ودغدغت مشاعر البعض لا بل كان منهم من تبناها في ما بعد لتصبح قاعدة عامة لهم في حياتهم مما جعل البعض يعتقد بأن من شروط الحنين وحب الوطن أن يبقى الإنسان شقياً تعيساً.

untitled100
أحد مخيمات اللجوء الفلسطيني

 واختار الحكام العرب لهؤلاء الفلسطينيين أماكن مخيماتهم بعناية فائقة فمن هذه المخيمات من كان معزولاً بعيداً عن المدن والتجمعات السكانية ومنها من كانت أرضه صخرية لا تصلح للزراعة أو طينية لا تصلح للإقامة وعلى الرغم من ذلك فقد تحمل الفلسطينيون قساوة الحياة في هذه المخيمات بعد أن اقتنعوا بأن الإقامة فيها مؤقتة وما هي إلا بضعة شهور ويعود كل لاجئ إلى بلده الأصلية. 

الكذبة الكبرى

رأيت عندكم ثقافة جديدة غير ثقافة الأجداد


1002877_503985176395641_8488822367015291850_n
طلآبكم يعدون سنوات النكبة بأجسادهم وينتظرون يوم عودتهم إلى أرض أجدادهم!

وأضافت هبة قائلة:إنكم من الشعوب المناضلة التي تستحق الحياة!لقد رأيت عندكم ما كنت قد رأيته في الدول المتقدمة!رغم أنكم تحت إحتلال عنصري غاشم لا يبقي ولا يذر!إنكم كنتم قد أنشأتم وتنشئون دولتكم رغم كل المعوقات بسواعد الآباء وبدماء الأجداد!فالأجداد كانوا في الماضي قد تركوا الأرض من أجل العرض!وجاء الآباء وإستفادوا من تجربة الأجداد (بعد أن عاشوا في الشتات) فزرعوا في عقول الأحفاد أن يبقوا  مزروعين في أرضهم ويموتون فيها خير لهم ألف مرة من أن يعيشوا خارجها!وبهذا يكون الآباء قد فرّخوا جيلاً جديداً بثقافة جديدة تختلف عن ثقافة الآباء والأجداد فشعارهم يقول:نموت ولا نهاجر!وبيننا وبين اليهود الزمن!فها هم طلابكم في مدارسهم يعدون سنوات النكبة بأجسادهم!وينتظرون عودتهم إلى بيوتهم وأرضهم المغتصبة!.

الكذبة الكبرى

وقبل أن تودعنا قالت


untitled25
بائع سوس في رام الله يضع على خصره لافتة تطالب بإنهاء الإحتلال!

وقبل أن تودعنا (هبة) لتعود إلى مكان إقامتها في أستراليا قالت:لكم أن تفخروا بأن الكل  في بلادكم يطالب بإنهاء الإحتلال حتى بائع السوس في رام الله يعلق على خصره لافتة تطالب بإنهاء الإحتلال!ولكم أن تفخروا بأنكم آخر البلاد المحتلة في هذا العالم!وعدوكم يعلم ذلك جيداً لكنه يعيش بعقلية سيدنا (نوح) عليه السلام!عندما أقام مستعمراته على رؤوس الجبال العالية!ظناً منه أنها ستحميه من الطوفان العربي لو حصل!.

maxresdefault
الطوفان العربي القادم!

لكن هذا العدو الصهيوني كان في حساباته قصير النظر فهو لم يحسب حساباً لـ (تسونامي العرب) القادم!فهذا الطوفان العربي القادم (إن حصل) لن يُبقي على أحد من طغاة العرب حماة إسرائيل!ولن يذر أحداً من العرب المتصهينين!ونسي هذا العدو أيضاً أن خارطة دول الشرق الأوسط ما هي إلا كثبان رملية متحركة!لا تستقر على حال!وما قد يراه هذا العدو اليوم (جبلا) رملياً سيصحو من نومه ذات يوم ليجده قد تحوّل إلى واد سحيق!.

الكذبة الكبرى

أصرت هبة أن تقرأ الفاتحة على قبر عرفات


imagescaa4dy7c
أصرت هبة إلا أن تقرأ الفاتحة على قبر القائد الشهيد 

وفي طريق عودتها إلى سلفيت أصرت هبة إلا أن تقرأ الفاتحة على قبر الشهيد ياسر عرفات في رام الله وترى بعينها المقاطعة التي كان قد حوصر فيها من قبل العدو الصهيوني وفي اليوم التالي أصرت على أن تذهب معنا إلى مدينة نابلس لتأكل الكنافة النابلسية الشهيرة في البلدة القديمة ولترى بعينها ماذا فعل الإحتلال بها؟ ومن نابلس إشترت بذور النباتات الفلسطينية لتهديها إلى والدها كي يقوم بزراعتها في أستراليا كي تتذكر فلسطين من خلال هذه النباتات وفي اليوم التالي أصرت على أن ترى مدينة جنين ومخيمها الذي كان قد صمد في وجه العدو الغاصب شهوراً وسنوات ولا زال صامداً حتى يومنا هذا وزارت كذلك الجامعات الفلسطينية والمؤسسات والوزارات المختلف بأنواعها.

الكذبة الكبرى

هبة في القدس الشريف


3i0ynhc153cv2lub3e03
هبة في القدس الشريف

وفي الأيام القليلة المتبقية أصرت هبة على زيارة القدس الشريف هي وأمها دون مرافقتنا لأننا ممنوعين من دخولها كمواطنين فزارت هبة القدس مع أمها ورأت بأم عينيها جدار الفصل العنصري الذي يتلوى كأفعى سامة كانت قد إبتلعت جزءاً كبيراً من فريستها للتو وبقي عليها الشيء القليل وأصرت على الصلاة في المسجد الأقصي وتجولت في شوارع القدس القديمة وهي تغني مع فيروز للقدس  سلام واشترت كل التحف والملابس التي تشير إلى فلسطين من قريب أو بعيد كي تقدمها هدايا لصاحباتها عندما تعود إلى بلد إقامتها أستراليا.

الكذبة الكبرى