
بينما كنت أمارس رياضة المشي اليومية فتحت جهاز الراديو الذي هو بداخل موبايلي وإذا بالمؤشر ينقلني إلى إذاعة الجامعة الأردنية سررت وقلت في نفسي جائتني محاضرة مجانية هذا اليوم على الهواء مباشرة وفجأة تذكرت بأني لا أحمل قلماً ولا دفتراً فكيف لي أن أستفيد من هذه المحاضرة القيمة التي سأستمع لها على أثير أم الجامعات؟فما كان مني إلا أن لمت هذا المؤشر وقلت له:لقد أحرجتني يا هذا بوقوفك على إذاعة علمية تخاطب العقول وتصدر الأفكار فرد علي هذا المؤشر قائلاً:لقد انتهى زمن القلم والدفتر من الجامعات منذ مدة ولم يعد وجود القلم والدفتر شرطاً أساسياً من شروط حضور المحاضرة كما كان في زمانكم.

فاقتنعت بما قاله لي هذا المؤشر عن جامعات هذه الأيام وقررت أن أستمع لما تبثه إذاعة أم الجامعات من داخل الحرم الجامعي فكانت أغنية (الحلوة دي) لعملاق الطرب العربي سيد درويش وكان هذا المطرب قد كتبها ولحنها وغناها في زمن كانت المرأة فيه تعجن الطحين ليلا وتصحو على صياح الديك فجراً كي تخبزه واحترت فيما سمعت وتسائلت في نفسي:هل سيفهم أولادي وأحفادي طلاب جامعات هذه الأيام ما يقوله لهم سيد درويش في أغنيته تلك؟ومع هذا تحملت كل ما سمعت لكن على مضض.
