الثلاثاء 6/9/2016:

شعرت مساءً بألم حاد في الرقبة والكتف الأيمن بطريقة جعلتني لا أشعر بالراحة إلا في وضع النوم فقط. ولذا تحدث علاء مع الطبيب المعالج الذي نصحه بأخذي مباشرة إلى طوارىء مركز الحسين للسرطان حيث قام الفريق الطبي هناك بالإجراءات المطلوبة من تحاليل وفحوصات وأشعة وعلى إثر ذلك تم صرف العلاجات اللازمة لي من مُسكنات أهمها الترامادول والذي يُعتبر من الأدوية المخدّرة ومن ثم غادرنا المركز قرب منتصف الليل آملين أن أسلحة المسكّنات الي صُرفت لنا تكون كافية لمواجهة الألم الذي أعانيه.
كان من المُفترض ظهور نتائج جرعتيْ الكيماوي بعد عشرة أيام من تناولها لكن للأسف يبدو أن النتيجة سارعت بالظهور قبل موعدها المحدد من قبل الطبيب، حيث كانت بوادر هذه النتيجة وجود نقطتيْ ورم في جهة الرقبة اليمنى، مما يعني احتمال انتشار الورم إلى أماكن أخرى في الجسم. لذا صاحبني في تلك اللحظة شعور بخيبة الأمل لما قد عانيته من آثار سلبية من العلاج الكيماوي في الجلستين الماضيتين والتي ذهبت سدىً وهذا يعني أن المشوار ابتدأ من جديد بنقطة لصالح هذا المرض اللعين.
الأربعاء 7/9/2016:
يبدو أن المسكّنات التى صُرفت لي بالأمس لم تفِ بالغرض المطلوب منها حيث أن الشعور بالألم والوجع لا زال موجوداً لا بل استمر بطريقة أسوأ مما كان عليه فلم أعد أستطيع الجلوس أكثر من دقائق معدودة حتى أنني لم أستطع استخدام الكمبيوتر في هذا اليوم وعلى إثرها اقترح علاء (صيدلي) مضاعفة هذه الجرعة المسكنة، وفعلاً بدأت بتناول جرعات الترامادول بطريقة مضاعفة عما صُرفت لي بالأمس لعلّ هذا الألم اللعين يهدأ.
الجمعة 9/9/2016:

عاد بهاء من السعودية وقد بدأ الألم يتراجع عندي بل بالعكس شعرت أن معنوياتي مرتفعة أكثر من اللزوم مما جعله يقترح علينا أن نقوم نحن الخمسة بزيارة عائلية إلى اسطنبول غداً أو بعد غد نقضي فيها بعض الوقت للنقاهة من العلاج. وقد راق لي ذلك العرض إلا أنه لم يرُق لزوجتي حيث كانت مُتخوفة من السفر إلى خارج الأردن (حتى ولو إلى فلسطين) وحدوث بعض أعراض المرض التي لا نستطيع مجابتها لوحدنا. وبعد شد وجذب من علاء وبهاء في محاولات حثيثة لإقناع والدتهم بالسفر وافقت على مضض بشرط استشارة الطبيب المعالج.

والذي رفض رفضاً باتاً السماح لي بمغادرة الأردن مهما كانت الأسباب. فتنازل بهاء عن عرضه الأول وقبل بالسفر إلى العقبة فرفضت أنا هذه المرة لأن طريق العقبة طويل وقد أتعب في هذا المشوار وجاء علاء بعرض آخر أقرب من العقبة وهو قضاء بعض الوقت في منتجع نسيم الجبل في السلط نتمتع فيه بالمناظر الطبيعية الخلابة ونقترب أكثر من فلسطين ومع ذلك قوبل هذا الاقتراح بالرفض القاطع من زوجتي.
يقول الناس في أمثالهم الشعبية أن قلب الأم دليلها نحو أبنائها أما أنا فأقول عندما تموت الأم تحاول الزوجة أن تنوب عنها وتحاول أن تقوم بدورها فإذا كانت هذه الزوجة مُحبّة لزوجها وبيتها وأولادها يصبح قلب هذه الزوجة دليلاً لزوجها أيضاً وليس فقط لأولادها. فممانعة زوجتي القاطعة للسفر في البداية والنهاية كانت بالنسبة لي هي صمام الأمان الذي جنبني متاعب جمّة كنا قد نتعرض لها في الأيام القليلة القادمة.
السبت 10/9/2016:
