(6) الجلسة الثانية من الجرعة الأولى (6)


الإثنين 8/8/2016: (الجلسة الثانية من الجرعة الأولى) 

2016-10-07-13-53-10
العلاج الكيماوي 

جلسة الأمس أزالت كل الرعب والوهم الذي انتظرته من العلاج الكيماوي، لا بل أصبح هذا العلاج بعدها أسهل من أن أجد موقفاً للسيارة التي ستنقلني إلى المركز، وأسهل بكثير من إيجاد موضع لترسو به إبرة العلاج الكيماوي في يدي، بعد أن امتلأت يداي وساعداي حتى الكوعين. المهم أن جلسة اليوم بدأت بحدود الساعة الرابعة عصراً واستمرت حوالي الساعة تقريباً، أي أنها أسرع من سابقتها. ومن طريف القول أن جاري الأيمن كان شخصاً كبيراً في السن يجلس وحيداً دون مرافق، فلفت انتباهي، وبعد أن تجاذبت معه أطراف الحديث تبين لي أنه كان طبيب أطفال، لكنه اليوم متقاعد، ولما سألته لم قَدِم وحيداً دون مرافق، ضحك وقال: 

images
المهم من يبقى معك في النهايات

كأنك يا ولدي تحضر إلى هذا المكان أول مرة؟ فقلت له: بل ثاني مرة، فقال: هكذا هي الحياة يا ولدي: في البدايات ما أكثر الذين يكونون معك، وهذا ليس مهماً، المهم في النهايات، عليك أن تعدّ من سيبقى منهم معك، في البداية كانت عائلتي جميعها تحضر معي، أما الآن فقد ملّوا مني، ومن زيارات المستشفى، فأصبحت آتي وحيداً، فلا تستعجل، عليك أن تنتظر دورك، فقد يأتيك يوم تأتي به وحيداً يا بنيّ. لم أقتنع بما قاله جاري، على الأقل حتى الآن، فكيف لعائلة مريض بالسرطان أن تتركه يأتي وحيداً لتلقي العلاج؟  

لا شيء بعيد في هذه الحياة!

تجربتي مع السرطان… من الألف إلى النون

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s