الأربعاء 10/8/2016:

ما أن أنهيت مقرر الجرعة الأولى، حتى بدأت أنتظر تساقط شعري، وكان في ذهني أنه سيسقط مرة واحدة، لكنني لم أعلم: أين؟ ومتى؟ وكيف سيكون ذلك؟ فكنت أتفقده بين الحين والآخر، لا بل كل ساعة، إذا اقتضت الضرورة ذلك، لأطمئن على وجوده، فكنت تحدني سعيداً إذ رأيته كما هو، أو نقص بضع شعيرات، هنا أو هناك، فلا يلحظ الناظر تغييراً كبيراً في شكلي العام. وكان الأطباء في كل جلسة من جلسات الكيماوي، يوضحون لي الآثار الجانبية لهذا العلاج، لكن في حالتي هذه، والحمد لله، لم أتعرض لأي منها، حيث استمرت حياتي الاعتيادية طبيعية كما هي، فلا زلت أمارس رياضتي المحببة على نفسي، وهي رياضة المشي اليومي التي كنت أمارسها، من ثلاثين عاماً حتى الآن، وهذه الرياضة هي التي أعطتني القوة، لمقاومة هذا المرض الخبيث، ولا زلت أتابع وسائل التواصل الاجتماعي، وأكتب المقالات على مدونتي هذه التي هي بين أيديكم.

أثناء هذه الفترة، طلبت مني عائلتي، والأطباء المعالجين أيضاً ترك التدخين، فأحالوني إلى عيادة الإقلاع عن التدخين في المركز، رفضت الذهاب إلى هذه العيادة، لإيماني أنهم لن يضيفوا شيئاً لي، لا أعرفه عن التدخين، فالسيجارة رفيقتي المخلصة منذ أكثر من خمسين سنة، في السراء والضراء، في الدراسة والعمل، في الترفيه والترويح، قبل النوم وبعده، في الحمام والسيارة، وحتى في الطائرة – عندما كان التدخين مسموحاً. ولكن يبدو أن لكل صحبة يوم للفراق، فبعد أن جمعت ما عندي من سجائر، وجدته 200 علبة، فكان عليّ بيعها، وفعلاً بعنا معظمها، وبقيت عندي علبة واحدة منها، وعشت دون هذه الرفيقة ثلاثة أيام، أصبحتُ بعدها حزيناً مهموماً، كمن فقد أمه، وفي اليوم الرابع، وعندما لم أجد نتيجة من تركه، ولم تظهر عليّ بوادر الشفاء، قررت العودة إليه، لكني أقنعت نفسي بتقنينٍ أكثر، وحددت أماكن وأزمان غير مسموح بالتدخين فيها داخل البيت.
الأحد 14/8/2016

من كلماتك اشعر باني امام انسان مكافح وصامد امام الصعاب واهمها المرض العين وانشاء الله تهزمه باذن واحد احد
إعجابإعجاب