وانقلب السحر على الساحر


2015_1_16_15_28_54_872
أصبح حضور مباريات كرة القدم واجباً وطنياً مقدساً

شجع الحكام العرب ومن يدور في فلكهم لعبة كرة القدم دون غيرها من الألعاب، واستحدثوا لها الملاعب والنوادي وروابط المشجعين وأغدقوا عليها وعليهم المال الوفير والجاه الكبير، ولم يكتفوا بذلك بل فتحوا للرياضيين منهم أبواب الجامعات على مصراعيها ليدخلوها معززين مكرمين تحت مُسمى (النشاط الرياضي) وجعلوا من حضور مباريات كرة القدم وتشجيع فريق دون الآخر واجباً وطنياً كبيراً كي يشغلوا شعوبهم عنهم وعن سياساتهم الخاطئة.

12565585_885247261573176_8302648569240869854_n
أصبح الرجل مدريدي وزوجته برشلونية

ولم يقتصر هذا الدعم والتشجيع على منتخبات الحكام العرب الوطنية والمحلية، بل امتد هذا الدعم والتشجيع إلى دعم وتشجيع المنتخبات العالمية، فنصبوا للناس الشاشات الكبيرة في الشوارع والحدائق والساحات العامة لمتابعة وتشجيع وتأييد هذه المنتخبات في مبارياتها العالمية، وانقسم البيت العربي الواحد إلى من يؤيد فريقاً دون غيره من الفرق العالمية المشهورة حتى وصل بهم الأمر أن أصبح الرجل من ذوي الميول المدريدية عندما لم يجد عيباً في زوجته يتهمها بأن ميولها برشلونية

999902_463569480396665_1580438262_n
أشغل الحكام العرب قوات الأمن بالجمهور في الملاعب

لم يكن هؤلاء الحكام العرب يعلموا أن كرتهم المدورة هذه ستشق مجتمعاتهم إلى أنصاف وأرباع وأثمان بعد أن يتمحور كل من في قلبه مرض حول هذه النوادي تحت مُسميات مختلفة وكثيرة، أهمها رابطة مشجعي النادي الفلاني والنادي العلاني وأخذت هذه الروابط تشجع فريقاً على آخر بطريقة همجية حتى أصبحت سُنة من سُننهم، فأشغلوا بذلك قوات الأمن والدرك بالجمهور في الملاعب وانشغل الجمهور بقوات الأمن ونسيت الناس أدوارها وأهدافها ومشاكلها واستبدلوها بأهداف كروية بحتة.

imagesCA02WOOC

ومن أجل ذلك قاموا بتحفيظ الناس أغاني وأهازيج كروية لتغييب عقولهم وملء قلوبهم بالحقد والكراهية، أما على المستوى المحلي فبالأمس القريب فاز منتخبنا الوطني الأردني في آخر مبارياته على أوزبكستان وهلّل وصفق له الجميع دون أن يعلموا شيئاً عن الثمن الذي دفعه وسيدفعه مجتمعهم مقابل ذلك ولا عن الثمن الذي يطلبه هذا المنتخب مقابل ذلك. فبعد النصر المؤزر الذي حققه منتخبنا الكروي على فريق أوزبكستان قررت حكومتنا الرشيدة أن تكافئهم فقامت بصرف 15 ألف دينار فقط لا غير منحة لهذا المنتخب.

images161
صرف المنتخب الوطني 45 ألف دينار ثمناً للكرات 

وعندما علم بذلك رئيس المنتخب الوطني الأردني السابق احتج على هذه المنحة المتواضعة (برأيه) لا بل رفضها رفضاً قاطعاً حين قال في مقابلة إذاعية في إحدى الإذاعات: إن منتخبنا الوطني كان قد صرف 45 ألف دينار ثمناً لكرات كان قد استخدمها  أثناء اللعب، وعليه فإن هذا مبلغ قليل جداً لا يكافئ النصر الذي كنا قد حققناه للوطن، نحن بحاجة إلى 2 مليون دينار على الأقل يا بلاش.

مـقـالات

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s