خـرّوبـة أبـو الـنـقّـر

وهي شجرة خروب كبيرة الحجم عالية الارتفاع كثيفة الأغصان وارفة الظلال لكن كان عيبها الأول أن تحتها لا يصلح للجلوس لكثرة الصخور المنتشرة حولها وعيبها الثاني بعدها عن وسط البلد وكانت هذه الخروبة تقع في الجهة الشرقية للقرية في بداية الطريق المؤدي إلى قرية عمورية وكان طائر أبو النقر قد اتخذها سكناً له فسميت بإسمه وفي أثناء الليل كان يأتي طائر البوم ويقف فوق أحد أغصانها ويزعق فتستاء أمي من زعيقه وتقول له: فالك عليك أيها الطائر المشؤوم وتبقى قلقة حتى يغادر هذا المكان.
خـرّوبـة أم الـزنـايـد

وهي شجرة خروب كبيرة الحجم عالية الإرتفاع كثيفة الأغصان كانت تقع في نهاية منطقة الهِرم وتحت دار المرحوم املاوي خضر مباشرة وكانت هذه الخروبة وارفة الظلال يحب كبار السن من رجال القرية الجلوس تحتها خاصة من كانوا يسكنون بالقرب منها أو حولها وكان لهذه الخروبة شرف استقبال ثوار سنة 1936 وما تلاها من ثورات والجلوس تحتها قبل وبعد تناولهم طعام الغداء.
خـرّوبـة الـواد

وهي شجرة خروب كبيرة كانت تقع على يمين جسر وادي الشاعر حالياً وأنت ذاهب من بلدنا إلى سلفيت يملكها المرحوم أحمد خالد (أبو خالد) وكانت هذه الخروبة كثيفة الأغصان وارفة الظلال عالية الارتفاع لهذا فقد كانت نقطة استراحة مغرية لمن هو قادم من سلفيت مشياً على الأقدام باتجاه قريتنا أو القرى المجاورة لها لأن الطريق كانت كلها نزول وبعدها ستصبح صعود حاد فعليه أن يستعد لهذا الصعود بأن يرتاح تحتها بعض الوقت وكانت هذه الخروبة قد أزيلت من الوجود بعد أن فتحت طريق سلفيت خربة قيس .
خـرّوبـة سـلامـة

خروبة سلامة من المعالم الرئيسة في قريتنا والتي لا زالت قائمة حتى يومنا هذا وهي لا يمكن أن تنساني أو أنساها في يوم من الأيام لأنها كانت تقع بين بيتنا والبيادر وهو المكان الذي يلتقي فيه الناس مع بعضهم البعض فكان عليّ أن أمرّ بجانبها يومياً عدة مرات في الليل أو في النهار ففي النهار كانت تعتبر ديوان مصغر يجلس تحتها المرحوم سلامة العبد ومن يحب أن يجلس معه وكان رحمه الله ما أن يراني قادماً نحوه من بعيد حتى يناديني ليمازحني فأنساها وأنشغل بما كان يمازحني به.

أما في الليل فكانت تمثل مصدر رعب وخوف لي بعد أن أفهموني أن الأموات في الليل يقومون من قبورهم القريبة منها ويجتمعون تحت شجرة خروب وكانت هذه الشجرة لسوء الحظ هي الأقرب للمقبرة فكنت أقول في نفسي إن الأموات لن يتركوا هذه الشجرة في حالها ويذهبوا بعيداً إلى شجرة غيرها فهي الأوْلى كي يجتمعوا تحتها لأنها الأقرب إليهم فكنت قبل وبعد أن أصلها أسرع الخطى ويقف شعر رأسي خوفاً من الأموات الذين كنت أتخيلهم وهم يتسامرون تحتها.

ومن الذكريات الجميلة التي لا ولن تنسى عن هذه الخروبة أيضاً أن صاحبها المرحوم سلامة العبد (أبو محمد) كان يستقبل ضيوفه ويجلسهم تحت هذه الخروبة وفي حفلة عرس ولده الوحيد محمد سلامة (أبو نافز) كان قد استقبل الضيوف والمدعووين تحتها وطلب من الزجال حمودة الفرخاوي الذي كان قد بدأ نجمه يلمع فجاءه من قرية فرخة إلى قريتنا مشياً على الأقدام كي يحيي هذا الحفل مما جعله يعطش كثيراً أثناء قطعه للطريق الوعر والطويل الذي يربط قريتنا بقرية فرخة.

وعندما وصل وجلس تحت هذه الخروبة إنشغل أهل العريس عنه لدقائق معدودة ولم يعرضوا عليه الماء البارد ليشرب مما جعله يطلب منهم الماء والشراب بنفسه عن طريق بيت من الشعر الزجلي حيث قال: أوف … أوف … أوف … حمودة بين الشباب بدو كباية شراب وما أن سمعه أهل العريس حتى أمطروه بالماء البارد ومعه الشراب الذي طلبه وفوق ذلك كله باكيت دخان جولدستار ومعه كبريتة أم ثلاث نجوم.
خـروبـة الـصـفـحـة

وهذه الخروبة كانت تقع في الضفة الشرقية من وادي الشاعر وتحت الصفحة مباشرة وتحتها لا يصلح للجلوس لأنه عبارة عن صخور كبيرة في منطقة وعرة ولكنها كانت نقطة استراحة اجبارية للرعيان كي يعدون تحتها أغنامهم في رحلة الذهاب أو الإياب إلى المرعى لهذا فلم يكن لهذه الخروبة أغصان قريبة من سطح الأرض لأن الأغصان القريبة كانت تأكلها الأغنام أولاً بأول فكل أغصانها كانت عالية الإرتفاع غير وارفة الظلال.
خـروبـة الـشـراكـة
