وعندما تأكدت حكومة الكويت في ذلك الوقت من أن أهل الوثيقة الفلسطينية باقون على أرضها أخذوا يتفننون في عذابهم والتنكيل بهم فمنعوهم من حق العمل وأهانوهم على الحواجز التي انتشرت على أرض الكويت وجعلوا حياتهم جحيماً لا تطاق وحملوهم وزر ما حصل لهم ولكويتهم من احتلال ولم ينفعهم حبهم ودفاعهم عن الكويت ولو نظرياً ولم تشفع لهم خدمتهم الطويلة في مهنة الرسل والأنبياء فأصبحوا يفضلون الجلوس في بيوتهم على الخروج منها لقضاء ما تبقى لهم من أهداف بعد أن اختصروها لهم بهدف واحد وهو حب البقاء على قيد الحياة لا أكثر ولا أقل حتى يقضي الله أمراً كان مفعولا وأصبح البيت بالنسبة لهم هو المكان الوحيد الذي يحفظ عليهم كرامتهم وحياتهم وإنسانيتهم وبدؤوا يستغيثون ويصيحون عسى أن يسمعهم معتصم عربي لكن المعتصم العربي كان قد أغلق أذنيه كي لا يسمع استغاثتهم.