لم يبق أمام هذا الحصان الأبيض إلا أن يذهب إلى قبر أمه يشكو لها حاله وما رآه من نكران الجميل من الجميع وعندما وصل قبرها لم يتمالك نفسه عن البكاء وقال لها معاتباً:لو كنت يا أماه أماً عادية مثلك مثل سائر الأمهات لما كنتُ قد رحلتُ عن بلدي ولما كنت قد قطعتُ نهراً ولا كنت قد تهتُ في الصحراء ولا كنت قد ركبتني القرود في المرج الأخضر ولا أنكرني أهلي وناسي بعد عودتي لهم سامحك الله يا أمي على ما جنيت به عليّ وقبل أن ينتهي من عتابه لأمه سمع هتافاً وأهازيج تقترب إليه من بعيد رويداً رويداً إلى أن وصلته وكانت تصيح غلابة يا فتح يا ثورتنا غلابةغلابة الايد اللي ترسل إلى وطنها حتى ولو حمامة.