لكن الحصان الأبيض بقي في المرج الأخضر طيلة هذه السنين الطويلة ولم تستطع تلك السنين أن تغيره فلم ينس قريته ولا صاحبه ولا قطيعه ولا وطنه في يوم من الأيام وفي هذه الأثناء أخذ يرسل الدجاج (البياض) ليبيض ويفرخ في بيوت أهل الوطن تمهيداً لقدومه في يوم من الأيام وبينما هو مسترسل في أحلامه الوردية وإذا بقرد ينزل من على شجرة عالية ويعتلي ظهره ويضع لجاماً في فمه ورسناً ليشد به رأسه لحهته وأخذ هذا القرد يطارد به في أرض المرج الأخضر إلى أن تعب هذا القرد ونزل فاعتلاه قرد آخر وطارد به هو الآخر حتى تعب ومن ثم سلمه إلى قرد ثالث وهكذا أصبحت حياة الحصان الأبيض في المرج الأخضر لا تطاق بعد أن تولت أمره القردة.