
إستيقظ صقر من نومه، في أحد الأيام حالماً بتجميع بني جنسه المنتشرين في أنحاء الأرض، في مكان ما من هذا العالم يتسع لهم، وعندما سمع بأرض الشنانير سال لعابه، وتغيّر حلمه، ليُصبح ليس تجميع الصقور في أي مكان، بل عليه تجميعها في أرض الشنانير، وكان لسان حاله يقول: سهل عليك أن تحلم، لكن الأصعب هو تحقيق ذلك الحلم، فلا بد من دعم إلهي لهذه الفكرة، ويجب إقناع الصقور أولاً، بأن الله اختارهم من دون غيرهم، ليسكنوا هذه الأرض المقدسة، ولن يرضى الله عنهم، إلا إذا حققوا رغبته في ذلك، واستطاع أن يقنعهم بأن هناك جنتان: أولهما هي أرض الشنانير، ولن يدخلوا الجنة الثانية إلا إذا امتلكوا الأولى أولاً.

لا يكفي الوعد الإلهي وحده، لتحقيق كل أهدافنا القريبة والبعيدة، بل لا بد أن يساعده وعد معنوي آخر من الناس أيضاً، فالصقور مُتواجدة في كل المناطق من هذا العالم، وفي كل منطقة من هذه المناطق هناك مُتنفذون غيرهم، ولا تملك الصقور حريتها بالكامل، حيث يذكر التاريخ أن الصقور قامت مرّة بإزعاج الطاووس الألماني، فأزعجهم هذا الطاووس كما أزعجوه، لهذا لا بد لنا من استغلال هذه الحادثة المهمة في حياة الصقور، والتركيز عليها، وابتزاز الناس في هذا العالم من خلالها، وتخويف بقية الصقور في كل مكان بتكرارها.

لا يكفي الحصول على الوعد الإلهي والمعنوي فقط، بل لا بد لنا من الحصول على وعد من جميع الحيوانات في هذا العالم، بغض النظر عن ألوانها وأحجامها وأنواعها، كما ويجب علينا أن نقوم بإقناع جميع الحيوانات في هذا العالم، بأنّ أرض الشنانير هي للصقور فقط، وسوف نتهم كل من لا يعجبه هذا الحلم، بأنه ليس حيوانياً، بل هو إنساني، وهذا لا يجوز في شريعة بني حيوان التي نعتنقها، والتي سنسير عليها من الآن فصاعداً، ومنذ هذه اللحظة.
