إستمع إلى نانسي عجرم وهي تخفض لنا الغضب


image1
نانسي عجرم تخفض لنا الغضب إلى النصف

قبيل أن أمارس رياضة المشي اليومي، كنت قد اتخذت قراراً بأن أستغل جهاز الراديو الموجود في هاتفي النقال، كي أستمع إلى شئ من الأغاني المفرحة، لتخفف عني شيئاً من الملل الذي يسببه لي ذلك المشي اليومي المتكرر، وما أن وضعت السماعة في أذني، وفتحت جهاز الراديو، وإذا بمطربة الشباب والشابات، نانسي عجرم تغني، فقلت في نفسي: دعني أستمع لهذه المطربة الشابة، فقد تعيد لي الشباب، ولو مؤقتاً، وبدأت أستمع لها، وإذا بها تغني لحبيبها أو لزوجها إذا أحسنا النية، وتقول له: زعـلان… إزعـل نـص نـص… أحـسـن هـبـعـد… أبـعـد… أه… ونـص… وهـتـبـقـى أنـت أكـيـد خـسـران.

155843d1385062419-a-8733

أي أن نانسي عجرم، لا تريد أن تسأل حبيبها عن السبب الذي كان من أجله قد غضب، كي تراضيه مثلاً، لأن مثل هذا السبب لا يهمها، مهما كان نوعه، بل كل ما يهمها، أن يقسم غضبه (من تصرفاتها الصبيانية معه ومع غيره) على إثنين، ثم بعد ذلك يأخذ نصف الغضب المتبقي، وإذا بقي غاضباً بعد كل هذا التخفيض فهي تهدده بأنها ستتركه في الحال، وتفتش لها عن شخص آخر غيره، لا يغضب أبداً، فلم يعد الحب للحبيب الأَول، كما كانوا قد أفهموه في الماضي، وعندما تجد مثل هذا الشخص (الذي لا يغضب أبداً) سيكون هو أكيد من أول النادمين، والخاسرين، والمدحورين عندها لا ينفع الندم.

656a7c20ac4b14eab9fffccc968915701
على الزوج أن يدلع زوجته إن أراد منها شيئاً 

ثم تواصل غنائها وتقول: يَابْنِي اِسْمَعْنِي … هتدلعني … تاخد عَيْنِيّ كَمَان، فهي لم تكتف بذلك، بل تطلب من حبيبها، إن أراد منها شيئاً، أن يدلعها كي تعطيه ما يريد، وأعجبت نساؤنا بالفكرة، وأخذن يطالبن أزواجهن بالتدليع الدائم، وليس المؤقت، وبهذا حصلت نانسي عجرم على ما أرادته، ففي أحد الأيام، حضر إلى المدرسة، ولي أمر طالب، ليسأل عن ولده، وبعد أن شكوت له كسله في الدراسة، وإذا به يفتح هاتفه الشخصي، ويطلب مني، إعادة كلامي هذا إلى زوجته، الدلوعة كي تصدقه، بعد أن تحولت حياتهم إلى دلع في دلع، فكيف له أن يدلعها بخبر كهذا؟.

d8a3d986d988d8a7d8b9-d8a7d984d8bad8b6d8a8-d985d8a7d8b0d8a7-d98ad982d988d984-d8bad8b6d8a8d983-d8b9d986d983d89f-340946
لم أكن أعلم بأن الغضب يحلل إلى عوامله الأولية 

لم أكن أعلم (قبل سماعي هذه الأغنية) بأن الغضب يمكن تحليله إلى عوامله الأولية، ليأخذ كل منا ما يلزمه من هذه العوامل، وما يحلو له ويترك منها ما لا يريد، كذاك لم أكن أعلم بأن الشخص الغاضب (وهو في قمة غضبه) يستطيع أن يجزئ هذا الغضب ويأخذ منه الجزء الذي يريد، ويترك منه الجزء الذي لا يريد، لكن على الرغم من ذلك، فإن مطربة الشباب والشابات نانسي عجرم بدلعها وتدليعها استطاعت أن تجزئ الغضب، وتطلب من حبيبها، ومن الناس أيضاً، أن يأخذوا النصف الذي يحلوا لهم منه فقط، ولكنها لم تقل لنا أي نصف من الغضب، تريدنا أن نأخذ منه: أهو النصف العلوي أَم النصف السفلي مِنْه؟.

أَوْقَفُوا مِثْل هَذِه الأَغَانِي الملوثة

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s